تحريك قطع الشطرنج علي طاولة لعبة الحياة
أنت غير مسؤول عن الأفكار التي تطرق علي باب عقلك ، ولكن مسؤول عن التفاعل معها
تحريك قطع الشطرنج علي طاولة لعبة الحياة
تحريك قطع الشطرنج علي طاولة لعبة الحياة ..
بقلم/ جوزيف سعد
لا تنسي حقيقة أنك “ملك” تقود مركب حياتك ، كل فرد لديه مايملكه عليه التفكير فيه ، وما ينقصه عليه البحث عنه ، أنت تجد ماينقصك في أستخدام ماتملكه.
بواسطة قطع الشطرنج التي يمتلكها الفرد علي طاولة لعبة الحياة ، له أحقيته الخاصة في تحركها ، حتي يكتسب خطوة نحو الأمام والفوز ، وقتل معوقات الحياة من إحباط و أضطراب يصادفه .
نظرتك في الحياة لا تتوقف علي وتيرة ثابتة ، لأن الحياة من حولك متغيرة ولا تستطيع أن تقابل المتغير بالثبات ، ذلك تصبح معادلة مرهقة ، أستنفاذ الكيان الحيوي لذاتك ، حيث التجديد هنا فطرة الحياة .
البحث والتفكير في حياتك في حد ذاته تقوية مهارات تحقيق الذات وضمان البقاء بصورة حياتية أفضل وأيسر ، فلا تجد ذاتك إلا في فكرك .
إذا أنتاب بك يوم أو فترة شعور بالحزن والإحباط أو الفتور في الفكر ، فيما لا تستطيع تغييره ، أو فيما ينقصك من إمكانات ومقدرات لتعيش بصورة سوية وبصحة نفسية أفضل ، أنظر الي ما تملكه من أدوار قطع شطرنج حياتك ، فأنت ملك تقود لعبتك ، تمرس ، أيقن ، أعتاد ، علي لعبتك الخاصة التي لا يستطيع أحد من حولك التدخل فيما يفكر الملك في تحريك أدوار عساكر اللعبة ، فاذا أشتدت عليك تحديات المباراة ، لديك أشخاص وأفراد من حولك يجيدون لك شخصيات اللعبة في الحياة “وزير” في المشورة ، “حصان” ينطلق ويجري بك ، “فيل” يتحمل الأثقال و الاحمال ، “عساكر” تمتاز بالحيوية والنشاط .
حياتك لعبة ذكاء وأبسط مما تتخيل ، لأنها تعتمد علي الفكر ، مثلها مثل لعبة الشطرنج ، كل ماعليك في حياتك الأن ، أن تنتقي شخصيات اللعبة من حولك ، وأن تحتل أنت أيضا دور هام لقطعة شطرنج في طاولة لعبة حياة شخص أخر ترتبط به .
محتوي الأمر ، هذا كله للفكر ، لأنه جوهر الحياة ، والفكر سلاح مشروع وسند ودرع لك ، وأهم ما يميزه أنه سلاح خاص و فطري غير مكلف ، خلقت وتميزت به من الخالق ، ومن سماته المتعة و الإثارة والتحدي مثل طاولة الشطرنج ، الفكر يلازم شخصك طيله العمر ، لا يفارق تاريخ ومستقبل حياتك وحاضرها ، عليك فقط حسن الأستخدام وتغذيته في تغيير وتحريك قطع أدوار اللعبة داخل محيط جوانب عالمك ، كي تعيش للأفضل .
تحريك قطع الشطرنج علي طاولة لعبة الحياة
أستمرارك في اللعبة علي الطاولة ، عليك تقويم مداخل الفكر والتركيز في تحريك قطع اللعبة، و إذا خسرت أحدي القطع عليك الفكر أكثر ، حيث تنمية الفكر هنا هي البديل عن أي إعاقة أو فقدان لأحد ركائز اللعبة علي طاولة الحياة .
سعادتك تكمن في تحقيق الذات داخل الطاولة من خلال فكرك ، فهو بؤرة السعادة عند أستخدامه ، بأستمرار تدرب علي دقة الفكر وتجنب سذاجة الأفكار وعن العشوائية أبتعد و بالمسؤولية أستشعر ، ولاشك أن تحمل المسؤولية من أبرز مواطن جذب وثقة الأخرين نحوك علي طاولة اللعبة ، عليك أن تعي أثناء المباراة أنك ستمر بفترات ضعف وقوة متلاحقة ، وأحيانا في بعض الأوقات لا تجد سوي المغامرة لتجنب الهزيمة والقدرة علي الأستمرار ، فعليك بالمغامرة المحسوبة والأستمتاع بالنتائج ووضعها علي خطة البدل والأعتبار .
حيوية اللعبة في إعادة بناء وتجديد فكرك ، حيث الطبيعة تفسد أن لم يتجدد عقل الإنسان في أستثمارها ، كن دائم التطلع إلي الأفكار بلا حدود وبلا تجاوز مع الآخرين ، لا تلق اللوم علي نفسك كثيراً حتي لا تستنزف طاقتك الحماسية و ترهق أفكارك الإبداعية في تحريك قطع اللعبة علي طاولة حياتك .
لا تفسد طموحك في التفكير في همومك ، فالشخص الطموح هو خالي من الهموم ، والسلوك القادر لتحقيق الطموح هو نتاج فكر متجدد لا يحمل بداخله أي نمطية أو أساليب عتيقة تتبخر مع التطور والحداثة.
اللياقة البدنية داخل اللعبة ،هي لياقة ذهنية ، فكرية ، ذاتية ، قادرة علي كشف الأفكار المتطايرة السطحية التي تغزو عقلك بطبيعة المؤثرات البيئية من حولك والأحتكاك اليومي بالأحداث ، عليك فقط أختبارها وتقييمها ، لا تقلق لمثل تلك الأفكار فأنت غير مسؤول عنها حين تطرق علي باب عقلك ، ولكن مسؤول عن طريقة التفاعل معها في كيفية توظيفها أو الإقصاء بها ، فأنت وسط فضاء كوني من الأفكار ، عليك الأنتقاء منه وفق ضوابط وتقاليد لعبتك علي طاولة الحياة .
علي طاولة اللعبة أثناء المنافسة ، لا تجعل نجاحك في شئ مرتبط بفشل الأخرين فيه ، حيث نجاح الصدفة لا يستمر طويلا حتي إن حاولت أستثماره ، ومادام مكسبك بيد غيرك لن تحقق أي نجاحات ، الطريق الخالي من المنافسة يخلو من الطموح ، في المنافسة طاقة دافعة نحو النجاح وتحقيق الأهداف .
الوزير الخاص بك داخل اللعبة هو أداه تقييم فكرك أثناء التحدي علي أرض الطاولة ، ومصدر الإلهام والطاقة والمشورة ، تقبل نقده و ملاحظاته الصادرة منه تجاهك ، هو شخص عليك أختياره علي الطاولة ، وهو أهم قطع اللعبة علي طريق حياتك ، معيار أختياره أنه يتوافق مع أهدافك و أتجاهات فكرك ، يشبه تكوينك النفسي والعقلي و المستوي الأجتماعي والتعليمي ، كي لا تهتز الثقة المتبادلة بينكما ، حيث وجود فروق فردية عميقة التكوين هي حاجز بين التوافق في العلاقات المتطلبة داخل لعبة الحياة .
كل أفراد اللعبة ، أنت قدوة لهم سجين بحبهم . عليك أن تعبر عن أتجاهاتهم ومشاعرهم علي الطاولة ، فهم محور اللعبة وأنت من أجلهم وخلقت رسالتك لهم .
تحريك قطع الشطرنج علي طاولة لعبة الحياة
اللعبة متفاوتة بين الهجوم و الدفاع ، الفوز و الهزيمة ، الوقوع و الأخفاق ، ضع يدك علي سقطة حياتك أن أخفقت وابدأ من جديد ، فمثل تلك البدايات موفقة، وأستبدال الهدف بغيره خطوة فارقة في كثير من إخفاقات حياتك ، ولكل مرحلة تمر بها لها صلابتها النفسية وقدرتها الجسدية وأتجاهاتها الفكرية ، فلا تنزعج من التقلبات والتغيرات التي تحدث بداخلك ولم تجد تفسير لها ، فهي نتاج طبيعي للإستهلاك لمراحل العمر ، عليك الإصرار في التوافق والتكيف معها بصورة ضرورية .
أسراب أعداء النجاح تتنوع ، عليك تجاهلهم ومن فكرك أستأصل ، و تأكد أن نجاحك علي الطاولة يبهر البعض و يؤلم الكثيرين ، كل ما هو مطلوب ترك الأثر الجيد مع الجميع ، فمن لديه لمسه جمالية ترك بصمة اجتماعية .
البعض من موروثنا الاجتماعي والثقافي قد يكون عائق أمام تحريك أحد قطع شطرنج اللعبة علي طاولة الحياة، لكن لدينا مخزون حضاري ثقافي وافر ، وافي شافي ، لإعادة الاتزان الفكري لديك لكسر تلك المعوقات في تحقيق أهدافك علي الطاولة ، إستعن بنموذج في لعبتك إلي أفراد ذو قامة فكرية أدبية و تربوية ، وأعلامية الثراء في العقل والفكر لديك، . حتي لا تقع تحت طائلة العشوائية في خطة اللعبة علي الطاولة .
ولكل شخصية علي طاولة لعبتك درجة صلابة نفسية عليك إدراكها ، درجة صلابة جسدية عليك توظيفها ، درجة قدرات معرفية عليك برمجتها ، جميعها في تناسق وتماسك تحت إشراف وتوجيه منظم من رؤية فكرك المحترف ، ودرجات مستويات النجاح ، أستجابة شرطية للصفات الشخصية .
الفيصل في تحريك قطع الشطرنج هو أتجاهها نحو الخير أم الشر ، إيقاع الأذي أم النفع ، وإذا لم تدرك تداعيات فكرة تحريك قطع اللعبة أو الشك والتردد في فكرة أنتقالها ، أجعل الأفكار تدافع عن نفسها في تقييمك الذاتي لها .
التوافق والسلام الاجتماعي بين أفراد فريق اللعبة يحيط بالشخص الذي يعطي فكر مستنير للآخرين وإذا أردت أن تعيش مطمئناً عليك العطاء أكثر من الأخذ ، ومعيار الحكم لقواعد اللعبة هو الشجاعة في التعبير عن الظلم وإنعاش العدل والألتزام بعادات وتقاليد طاولة الحياة.
الممارسة في اللعبة هي حرية بلا قيود ، مليئة بالمسؤولية ، حرية في ظل الضوابط الأجتماعية ، والقيم الإنسانية ، و كلما كنت أكثر تحرر وتطلع في الفكر كلما كنت أكثر تحكم في السلوك .
بأستمرار تأكد أن تحريك قطع اللعبة يتجه نحو الكمال والخير في حياتك وحياتك الأخرين أولاً، وكن دائم النظر نحو النمو والأزدهار ، ومساعدة الآخرين في لعبتهم يضمن لك البقاء داخل طاولة الحياة ، فأنت ملك اللعبة وسيد القرار ، وأفكار الملك هي التي تصنع مستقبل جيشه ، وحياتك هي نتاج أفكارك .
التعليقات مغلقة.