مابين التعصب و الإنتماء خيط رفيع عليك بنفسك إدراكه
غرس القيم لدي الشباب بصور من أشكال التعصب الخافت دون وعي أو نيه قصد
مابين التعصب و الإنتماء خيط رفيع عليك بنفسك إدراكه
مابين التعصب و الإنتماء خيط رفيع عليك بنفسك إدراكه …
جوزيف سعد
التعصب ليس إنتماء، والإنتماء ليس تعصب ،لا يختلط بك الأمر بينهما في الارتباط عن المعتقد أو الفكرة أو الشئ ، التعصب إلي فكرة يختلف عن الإنتماء لها ، وفي المجتمع قد تظهر قيم الإنتماء بصور التعصب الخفية ، حينذاك تصبح قيم زائفة تالفة .
التعصب أول درجات التطرف في السلوك دفاع عن الفكرة و شحن المشاعر السلبية تجاه الآخرين، وهو أول مستويات الجريمة النفسية الخفية داخلك ، والتي تنتقل بتلقائية لاشعورية من خلال لغة العيون وأشكال السلوك الجارحة والعبارات و الألفاظ والأفكار السلبية نحو الآخرين من أفراد محيطك الأجتماعي المختلفين والمعارضين فكرك و لأسلوب منهجك .
التنوع والمساواة والشمولية والانتماء
لا تجعل من قناعة الفكر تعصب أو شرارة العند والخلاف تجاه الأخر، الانحياز ، المحاباة ، الطائفية ، العنصرية ، تشدد الرأي ، جميعها مرادفات شفهية لمفهوم التعصب ، ومضادات سلوكية لقيم الإنتماء ، في حقيقتها جريمة مستترة في حق المجتمع والوطن ، التعصب قد يكون حب أناني لشئ قائم بذاته علي حساب القوائم والاعتبارات الأخري المختلفة عنه في الفكر والمشتركة معه في المعاني الإنسانية والأجتماعية .
بحكم التعايش الجمعي ، بجب أن تعي ثقافة الغير هي جزء من تكوينك الأجتماعي ، عليك أحترامها وتقويمها ، والتعصب هنا يبتعد عن مسلمات القوانين المشتركة بين أفراد المجتمع ويرتبط بقوانين خاصة به ضد ثوابت العقل الجمعي وأحكام التعايش المشتركة ، أما الإنتماء فهو حب فطري أو مكتسب دون إيقاع الأذي النفسي للغير ، يشمل القيم والتقاليد السائدة في المجتمع والحقوق الشمولية لمفاهيم الإنسانية في تناسق وترابط مع المختلفين معه في الإيمان بالفكر .
مابين الإنتماء والتعصب خيط رفيع ، حيث نجد الإنتماء لنوع جنسك لايعني بالضرورة انتهاك حقوق المرأة والعكس ، والإنتماء للديانة ليس علي اعتبار مصلحة الوطن ، والإنتماء للفريق الرياضي المفضل لا يفقد مفهوم الروح الرياضية المطلوبة ، و التثقيف الذاتي هنا هو أفضل مستشار لك في الإدراك والوعي وقدرة التحكم علي الانفعال والمشاعر الخاصة بمحور موضوع الإنتماء ، التي من المحتمل القابلية أن تتبلور إلي سلوك وأفكار مضاده لحقوق الأخر حول التعايش السلمي .
مابين التعصب و الإنتماء خيط رفيع عليك بنفسك إدراكه
كيف تكتشف نفسك متعصب ؟ حين تتكون لديك مشاعر سلبية وألفاظ جارحة تجاه الآخر أو أفكار تفقد التوازن والثبات و تشعرك بالتوتر والقلق تجاه المختلف ، خالية من أوصال السلام الأجتماعي .
كيف تري نفسك منتمي ؟ حين تؤمن أن “رافض الفكرة لا يبغض مفكرها ” أي لا تنبذ من لا ينتمي إليك ، تري نفسك منتمي حين يظهر عليك مظاهر الولاء ما تحبه من البهجة والسعادة والشعور بالراحة ووجود الذات ، دون إيقاع الأذي النفسي للغير ، وعندما يتكون لديك اتجاهات تتحلي بالمثل والحقوق الشمولية لمفاهيم الإنسانية المتعلقة بمحور الإنتماء .
في ظل تشويه المفاهيم وتزييف المعايير و اللغط الثقافي ، أصبح التعصب قد يكون الوجه الخفي لقيمة الإنتماء ، وتلعب الأسرة هنا دور في بناء وتعزيز منظومة القيم الإيجابية ووضع القيم في قوالب صحية وصحيحة ، تفرق بين تعزيز الإنتماء وبين زرع التعصب داخل عقول ونفوس النشئ ، وإذا أصبحت الأسرة واعية بالوجه الخفي عند الإنتماء، نصل إلي النضج الأجتماعي الهادف .
الصراع القيمي في المجتمع بين الفكر الموروث والفكر الوافد المكتسب ، هو مظهر من مظاهر التعصب ، وعرض من الأعراض السلبية لقيم الإنتماء الزائفة ، حيث نجد أن الفجوة الفكرية بين الأجيال ، هي محاباة أفكار كل جيل علي حده ، تشوبه أنياب التعصب ويفقد التلاحم والتوافق بين الأجيال داخل المجتمع وأيضا داخل الأسرة الواحدة .
لابد من الوعي داخل الأسر و المؤسسات التربوية والقائمين بها ، الإدراك أن حماسة الشباب و المراهقين قد تصبح تربة خصبة في زرع التعصب غير المباشر أو الموجه ، أو غير المقصود ، فنحن قد نقدم لهم المعرفة بأساليب الاحتكارية و المحاباة الثقافية نحو القيمة التي نود غرسها في عقولهم ، دون النظر إلي طبيعة السمات الشخصية للمرحلة العمرية ، التي تتسم بالعاطفة الشديدة غير الراشدة نحو الفكرة أو الشئ ، بجانب الحماسة التي قد تشوه تطبيق مفهوم القيمة في المجتمع ، نحن نريد إعلاء القيم لدي الأبناء والشباب والمراهقين ، والعكس نقدم لهم مفهوم قيم الإنتماء بصور تعصب خفية تحتويها حماستهم في تجسيد الوجه الخفي في الإنتماء للقيم وهو التعصب والتشدد لها ، دون إدراك ووعي و نيه قصد ، و بذرة التعصب الخافت التي زرعت ، هو تعصب غير واضح ولكنه موجود ينمو بداخل عقول ونفوس الشباب والمراهقين مع مراحل عمرهم
مابين التعصب و الإنتماء خيط رفيع عليك بنفسك إدراكه
التعصب داخل المجتمع يفقد صواب تعايشه ويكسر روابط الثقة بين أفراده ويبث الخوف بداخلهم ويشق العلاقات الإنسانية بتنوع مظاهرها ، ولكن الإنتماء هنا يعمل علي تماسك ونهضة المجتمع ويعالج الجراح ويربط الأجيال تلو الأخري ببعض ، بينما التعصب يشق المجتمع إلي اتجاهات فكرية مضاده وأنماط سلوكية عنيفة يعمق الجراح ويفرق الأجيال ، التعصب يولد الكراهية ويخدم الصالح الخاص ، في حين أن الإنتماء يولد الحب ويخدم الصالح العام في تناغم ورقي متجدد .
مابين التعصب والإنتماء ، مسافة إدراك ووعي بأن ثقافة الغير من حيث ” العمر ، الجنس ، اللغة ، اللون ، الدين ، الجيل ، والفكر والاتجاهات “هي جزء من كيانك بحكم التعايش الأجتماعي مع الأخر في التفاوت عنك و المجاور لك في الوطن .
التعصب هو إهدار الصحة النفسية للفرد، وفقد التوافق النفسي والأجتماعي مع الأخر ، وضعف حجه الفكر والسلام المجتمعي ، بينما قيم الإنتماء الحقيقية هي رافعة جوانب الشخصية و تقدير الذات، و مصدر الثقة للآخرين من حولك التي يبحثون عنها في حياتهم ، والإنتماء يفقد قيمته حين يفعل بصور من أشكال التعصب المستتر في المعني والسلوك ، و البنيان القيمي للشباب و المواطنين في المجتمع ، هو في الأصل إنتماء لا يختلط به رذاذ و شوائب التعصب ، وإذا فقد الإنتماء رؤيته الأدبية وبعده الفلسفي ، أصبح جسد بلا روح غير قادر علي الإبداع وغرس القيم .
مؤسسة تايلور بينيت
ترجمة إلى أمثلة الإنجليزية العربية
العربية الإنجليزية من السياق العكسي
التعليقات مغلقة.