هل سوريا بنهاية نظام بشار الأسد أصبحت أفغانستان جديدة ومعقل تنظيم القاعدة وتهديد للمنطقة !
سوريا بين مطرقة الأسد وأنياب تنظيم القاعدة.. فهل حلم الخلاص يتحول إلى كابوس جديد ؟
هل سوريا بنهاية نظام بشار الأسد أصبحت أفغانستان جديدة ومعقل تنظيم القاعدة وتهديد للمنطقة !
سوريا بين مطرقة الأسد وأنياب تنظيم القاعدة.. فهل حلم الخلاص يتحول إلى كابوس جديد ؟
تحديات جديدة قد تكون هى الاسوء مما سبق، وسوف نقوم الأن مستعرضين تأثير هذه التحولات على الأمن الداخلي والإقليمي على خلفية الأحداث الأخيرة بسوريا خاصة بعد هروب بشار الأسد وتنحية عن شئون البلاد أو تخلية عن شئون البلاد وتولى الميلشيات المعارضة زمام الحكم فى سوريا .
بقلم/ المستشار الدكتور محمد صالح حنفى
رئيس شبكة أخبار مصر الأن.
وقبل أن نبدأ خلال أسطر هذا المقال تذكر هذا التاريخ جيداً ربما نبحث عنه فيما بعد لتذكر تلك الأحداث الفارقة فى المنطقة العربية .. 8/12/2024
إذا كنت مازلت تتسال عن ما يحدث الأن في سوريا ولماذا البعض سعيد و هناك أخر حزين على خلفية أحداث سوريا الأخيرة.. فهذا المقال سوف يرشدك إلى الجواب على كل تساؤلاتك
سوريا بين مطرقة الأسد وأنياب تنظيم القاعدة: فهل حلم الخلاص يتحول إلى كابوس جديد ؟
المقدمة
منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، شهدت البلاد سلسلة من التحولات العميقة، لكنها وصلت اليوم إلى مرحلة جديدة من التوتر بعد أن سيطرت هيئة تحرير الشام على العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرة النظام السوري.
وذلك في الوقت الذي يحتفل فيه البعض بسقوط نظام الأسد،
وهنا تبرز تساؤلات كبيرة حول ما ستؤول إليه الأمور في ظل سيطرة فصيل متشدد تتشابك جذوره مع تنظيم القاعدة.
هذه السيطرة قد تكون بداية لتحولات جذرية قد تجعل سوريا تتجه نحو واقع أكثر تعقيدًا، يصعب فيه تحقيق الأمل بالخلاص الذي طالما حلم به السوريون.
من هي هيئة تحرير الشام؟
هيئة تحرير الشام هي تحالف من فصائل إسلامية متشددة تشكلت في عام 2017 تحت قيادة أبو محمد الجولاني، الذي كان في السابق قائد جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
ورغم أن الهيئة قد حاولت أن تظهر بشكل مختلف في السنوات الأخيرة، متمسكةً بشعار “الاعتدال” وتجنب الانخراط المباشر في أنشطة تنظيم القاعدة، إلا أن الكثير من المحللين والنشطاء يعتبرونها مجرد واجهة جديدة لتوجهات متطرفة قد تعيد سوريا إلى دائرة العنف والتطرف.
الجولاني، في خطاباته المتعددة، ركز على تقديم الهيئة كقوة تحارب نظام الأسد، لكن في الوقت نفسه، قد تمثل الهيئة تهديدًا للأمن الداخلي لسوريا والمنطقة بأسرها إذا استمرت في السيطرة على مزيد من الأراضي.
حيث أن هذه القوة الجديدة تطرح تساؤلات حول مدى قدرتها على تقديم حكومة مستدامة ومستقرة للسوريين، خاصة مع التاريخ المشبع بالإيديولوجيات المتشددة التي تحمله.
فرحة الخلاص: بين الواقع والوهم
فرحة بعض السوريين بخلاصهم من نظام الأسد قد تبدو مفهومة في ظل سنوات القمع والدمار التي شهدوها. إلا أن الوضع الذي يواجهونه الآن قد يكون أبعد من مجرد التغيير الحكومي، فقد يكون بداية لمشاكل أكبر.
ففي الوقت الذي يراهن البعض على أن هيئة تحرير الشام قد تكون حلاً للوضع القائم، يبقى السؤال الأهم.
فهل سيكون الوضع تحت حكم الهيئة أفضل من عهد الأسد؟
ورغم أن الهيئة قد تبدو “أقل سوءًا” من نظام الأسد بالنسبة للبعض، إلا أن العديد من المحللين يؤكدون أن هذا قد يكون مجرد وهم، وأن الهيمنة على الأرض من قبل مثل هذه الجماعات قد يعيد البلاد إلى دائرة العنف والفوضى.
الأثر الداخلي: سوريا في قلب العاصفة
في الداخل السوري، قد تؤدي سيطرة هيئة تحرير الشام إلى تصاعد الانقسامات بين السوريين.
فبينما يراها البعض محاربًا للنظام، ينظر آخرون إليها كقوة جهادية ستزيد من الانقسام الاجتماعي والعرقي في سوريا.
الخطاب الذي تستخدمه الهيئة، حتى وإن بدا في بعض الأحيان معتدلًا، يبقى مشبعًا بالإيديولوجيا المتشددة التي تؤثر بشكل كبير على الأوضاع الإنسانية في المناطق الخاضعة لها.
إضافة إلى ذلك، تزايد الضغوط الدولية على الهيئة قد يؤدي إلى عزلة أكبر لسوريا، مما يصعب من عملية إعادة إعمار البلاد وإعادتها إلى المجتمع الدولي. ومع استمرار التوترات بين الفصائل المحلية، سيظل الشعب السوري عرضة للمعاناة سواء من خلال القصف أو من خلال الحكم الذي يفرضه فصيل متطرف.
الأثر الإقليمي: مصر والعراق تحت التهديد
الأحداث التي تشهدها سوريا لها تداعيات مباشرة على الأمن الإقليمي. بالنسبة لمصر، يشكل صعود هيئة تحرير الشام تهديدًا مباشرًا، حيث يُتوقع أن تحاول الجماعات الإرهابية المرتبطة بها نشر أنشطتها في سيناء، التي تشهد بالفعل مواجهات بين القوات المصرية والجماعات الجهادية.
إذا تمكّنت الهيئة من إقامة حكم مستقر في شمال سوريا، فقد تسعى لتوسيع نشاطاتها الإرهابية في دول أخرى مثل العراق ومصر.
في العراق، حيث تعاني بعض المناطق من مشاكل أمنية مستمرة، يمثل الحدود السورية العراقية نقطة عبور لعدد من الجماعات الإرهابية التي قد تجد في هذه الحالة فرصة للتمدد داخل الأراضي العراقية، مما يُهدد استقرار العراق مرة أخرى.
المشهد الدولي: ارتباك وتردد
المجتمع الدولي يواجه تحديًا كبيرًا في التعامل مع هذه التطورات. فبينما يسعى الغرب للتعامل مع نظام الأسد كحكومة غير شرعية، فإن صعود هيئة تحرير الشام يضع الدول الكبرى في مأزق، خاصة وأن معظم هذه الدول تصنف الهيئة كمنظمة إرهابية.
هذا قد يؤدي إلى تزايد الضغط على البلدان الداعمة للهيئة، مثل تركيا، التي تجد نفسها مضطرة للتوفيق بين مصالحها الأمنية ودورها في محاولة التوسط للسلام.
كما أن روسيا، الحليف الرئيسي للأسد، ستكون في موقف صعب إذا استمر توسع الهيئة في مناطق جديدة، مما سيؤثر على مصالحها في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب.
هل تتكرر تجربة أفغانستان؟
ما يحدث في سوريا يحمل الكثير من أوجه الشبه مع الوضع في أفغانستان في التسعينيات، حيث سيطر طالبان على البلاد وأدى ذلك إلى إنشاء ملاذ آمن للجماعات الجهادية، بما في ذلك تنظيم القاعدة.
فإذا استمرت هيئة تحرير الشام في التوسع، قد تصبح سوريا قاعدة جديدة لتصدير الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم.
الخاتمة
في النهاية، فرحة السوريين بسقوط نظام الأسد قد تكون خطوة إلى الأمام، لكنها قد تقودهم إلى واقع أسوأ. سيطرة هيئة تحرير الشام على أراض جديدة في سوريا قد تعيد البلاد إلى دوامة من العنف والفوضى، وتهدد الأمن الإقليمي.
السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو:
هل سيجد السوريون أنفسهم في مأزق أكبر تحت حكم هيئة تحرير الشام، أم أنهم سيتجهون نحو حلول أكثر استقرارًا؟ المستقبل وحده كفيل بالإجابة على هذا السؤال.