شبكة أخبار مصر الأن : ENN
بكل فخر و إعتزاز : بوابة أخبار مصر الأولى

مصر وسد النهضة.. معركة التخطيط والإرادة لحماية شريان الحياة

منه عيسي خميس / شبكة اخبار مصر الان

مصر وسد النهضة.. معركة التخطيط والإرادة لحماية شريان الحياة

متابعة: منة عيسى خميس

منذ آلاف السنين، كان نهر النيل هو الرفيق الأمين للمصريين، وشاهدًا على أعظم حضارة عرفها التاريخ. هو ليس مجرّد نهر، بل هو شريان الحياة، ومصدر القوة والوجود.

مصر وسد النهضة.. معركة التخطيط والإرادة لحماية شريان الحياة
مصر وسد النهضة.. معركة التخطيط والإرادة لحماية شريان الحياة

من منابعه البعيدة حتى مصبّه على البحر المتوسط، ظل النيل رمزًا للسيادة والكرامة، وحمايته اليوم ليست فقط قضية مائية، بل معركة وجود تخوضها مصر بإرادة فولاذية وعقلية استراتيجية.

الحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل

 

مصر وسد النهضة.. معركة التخطيط والإرادة لحماية شريان الحياة
مصر وسد النهضة.. معركة التخطيط والإرادة لحماية شريان الحياة

منذ فجر التاريخ، ومصر تملك حقًا أصيلًا في مياه النيل، رسّخته الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقيتي 1929 و1959، واللتين ضمنت لها 55.5 مليار متر مكعب سنويًا من المياه.

هذه الاتفاقيات ليست فقط وثائق قانونية، بل شهادة دولية على الأحقية المصرية، والتي لا يمكن إلغاؤها أو تجاوزها، مهما تغيرت المعادلات السياسية.

سد النهضة.. مشروع إثيوبي يفتقد للشرعية التوافقية

في الثالث من يوليو الجاري، أعلنت إثيوبيا الانتهاء من بناء سد النهضة، في خطوة أحادية تفتقر لأي غطاء قانوني، استعدادًا لتشغيله الكامل خلال أسابيع.

السد، الذي يُبنى على النيل الأزرق بالقرب من الحدود السودانية، تبلغ طاقته الإنتاجية 6450 ميجاوات، ويُروّج له كرمز للتنمية الإثيوبية.

لكن الحقيقة أن أديس أبابا تجاهلت عمدًا حق دولتي المصب – مصر والسودان – في التنسيق المسبق، مما يُنذر بمخاطر بيئية وزراعية جسيمة.

التأثيرات المحتملة على مصر.. الأمن المائي في مهب الريح

دراسات علمية دقيقة تشير إلى أن التخزين الأحادي دون اتفاق قد يؤدي إلى نقص يتراوح بين 5 إلى 15 مليار متر مكعب سنويًا من حصة مصر، ما يهدد الزراعة، ويضغط على مياه الشرب، ويؤثر على استقرار بحيرة ناصر والسد العالي.

ورغم هذا الخطر الجسيم، لم تتوقف مصر عن الدعوة للحوار العادل القائم على التعاون وليس التصعيد.

مصر.. دولة لا تُهدد لكنها لا تُخترق

 

مصر وسد النهضة.. معركة التخطيط والإرادة لحماية شريان الحياة
مصر وسد النهضة.. معركة التخطيط والإرادة لحماية شريان الحياة

مصر وسد النهضة.. معركة التخطيط والإرادة لحماية شريان الحياة

 

لم تقف مصر موقف المتفرج، ولم تلجأ إلى التصعيد غير المحسوب، بل اختارت أن تُخاطب العالم بلغة التخطيط والمنطق والشرعية الدولية.

عززت الدولة المصرية بنيتها المائية الداخلية بخطط رائدة، فبطّنت آلاف الكيلومترات من الترع، وأنشأت أكبر محطات لمعالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي والصحي، وتوسعت في تحلية مياه البحر.

كما اعتمدت نظم ري ذكية، وزادت رقعة الزراعة المستدامة، لتصبح نموذجًا عالميًا في إدارة الموارد رغم التحديات.

التحركات المصرية.. الداخل صلب والخارج حاضر

لم تقتصر جهود مصر على الجبهة الداخلية، بل خاضت معركة دبلوماسية ممتدة، عرضت فيها ملف سد النهضة أمام مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي، وأكدت مرارًا أن الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم هو السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار الإقليمي.

لكن، وعلى الرغم من مشاركات ظاهرية من بعض القوى الدولية كواشنطن وغيرها، لم تحظَ القاهرة بأي دعم حقيقي. فالمواقف اتسمت بالبرود، والحياد الذي يميل ضمنيًا لصالح المعتدي.

مصر وحدها في المواجهة.. وصوتها لا يُكسر

رغم هذا التواطؤ الدولي الصامت، لم تتراجع مصر قيد أنملة، بل خاضت المواجهة الدبلوماسية بشرف وكبرياء.

لم تركن إلى الحلفاء، ولم تنتظر الدعم، بل اختارت أن تدافع عن حقها وحدها، مدفوعة بتأييد شعبي عارم، وثقة كاملة في القيادة السياسية والعسكرية للدولة.

مصر لم تهدد، لكنها خططت. لم تندفع، لكنها بنت قوتها بهدوء.

وأرسلت رسالة لا تقبل التأويل: “النيل خط أحمر، ومياهنا ليست محل تفاوض”.

شراكات إفريقية وبُعد استراتيجي مدروس

ضمن رؤيتها العميقة للقارة، تحركت مصر لتقوية علاقاتها بدول الجوار الإفريقي، عبر مشروعات تنمية وشراكات استراتيجية، وتدريبات عسكرية مشتركة، لتعزيز الحضور المصري الفاعل في العمق الإفريقي.

لم تكن تحركات مصر رد فعل، بل كانت جزءًا من تخطيط طويل الأمد لإعادة رسم خريطة النفوذ الإقليمي، وضمان الأمن القومي من كل اتجاه.

 

مصر وسد النهضة.. معركة التخطيط والإرادة لحماية شريان الحياة
مصر وسد النهضة.. معركة التخطيط والإرادة لحماية شريان الحياة

 

مصر وسد النهضة.. معركة التخطيط والإرادة لحماية شريان الحياة

إرادة شعب.. ودولة لا تركع

القضية لم تعد سدًا على مجرى مائي، بل صارت رمزًا لمعركة الوعي والسيادة، وملفًا يُعيد تعريف القوة المصرية المعاصرة. شعب بأكمله يدعم الدولة، وقيادة تتحرك في صمت، لكنها حين تنطق، يسمعها العالم.

مصر تدافع عن الحياة، عن التاريخ، عن الأجيال القادمة. ومن يتوهم أن مصر ستتنازل عن نقطة ماء، لا يعرف معنى كلمة “مصر”.

النيل.. عهد لا يُكسر

سيظل نهر النيل مصدر الحياة للمصريين، وملف سد النهضة سيبقى شاهدًا على أن مصر، حين تُختبر، لا تضعف، بل تقوى.

وحين تُستفز، لا تثور عبثًا، بل تتحرك بحساب.

فالدولة التي حررت أرضها، وبنت جيشها، وواجهت الإرهاب، قادرة على حماية شريانها الأبدي، بإرادة لا تُكسر، وعزيمة لا تعرف التراجع.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد