شبكة أخبار مصر الأن : ENN
بكل فخر و إعتزاز : بوابة أخبار مصر الأولى

غزة من الماضي إلى المستقبل” _ رحلة معاناة وصمود من 1917 ل 2025

منه عيسي خميس / شبكة اخبار مصر الان

Loading

غزة من الماضي إلى المستقبل” _ رحلة معاناة وصمود

 

متابعه : منة عيسى خميس

 

غزة، تلك البقعة الصغيرة في قلب العالم العربي، لم تكن مجرد مدينة، بل كانت رمزًا لصمود شعب بأسره، وعنوانًا لمعاناة تاريخية مستمرة. 

منذ مئات السنين، وحتى اليوم، ظلت غزة مركزًا لصراع وجودي؛ بدأت حكايته قبل الاحتلال، واستمرت تحت وطأة الهجمات العسكرية والاقتصادية. 

ومع مرور الزمن، تحولت غزة من أرض السلام إلى ساحة معركة، ولم تتوقف خلالها صرخات الأطفال وأوجاع النساء.

 

     غزة قبل الاحتلال: أرض حيوية وشعب مزدهر

 

 كانت غزة تاريخيًا مركزًا مهمًا على الساحل الفلسطيني، تتمتع بتاريخ طويل من الاستقرار، حيث كانت نقطة لقاء بين الشرق والغرب.

 كانت تمثل نقطة تجارية هامة، كما أنها كانت تحتضن مجتمعًا فلسطينيًا متنوعًا من المسلمين والمسيحيين.

 لكن بداية الأزمات كانت في فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، حيث بدأ الصهاينة في تنفيذ خطة تهويد الأرض من خلال شراء الأراضي.

غزة من الماضي إلى المستقبل
غزة من الماضي إلى المستقبل

 

في تلك الفترة، ووسط التوترات السياسية، حذر العديد من القيادات الفلسطينية من خطورة بيع الأراضي لليهود، خاصة أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان قد حذر من هذا الفعل في حديثه الشريف: “من باع الأرض لليهود فقد خالف أمر الله ورسوله”.

 هذا التحذير كان يُعتبر دليلاً واضحًا على خطورة التنازل عن الأرض التي هي جزء من هوية الأمة. 

وعلى الرغم من ذلك، فقد وقع بعض الأفراد، خصوصًا من بين بدو غزة، في فخ الضغوط الاقتصادية وبيعوا أراضيهم لليهود، مما ساهم في تكريس المشروع الاستيطاني على الأرض الفلسطينية.

 

هذه المعاملات، رغم كونها جزءًا من أفعال فردية، كانت بمثابة بداية لفتح الأبواب أمام المزيد من الهجرة اليهودية، مما أسهم في تعزيز وجودهم في فلسطين، وزيّف حقيقة الأرض

 

  الانتداب البريطاني والصعود الصهيوني: بداية الأزمات

 

مع بداية الاحتلال البريطاني لفلسطين عام 1917 وظهور وعد بلفور، بدأت القوى الاستعمارية في تسهيل الهجرة اليهودية إلى فلسطين، فكانت غزة واحدة من الأماكن التي تأثرت بذلك. 

وعد بلفور
وعد بلفور

ورغم أن الاحتلال البريطاني لم يدم طويلًا، إلا أن سياسة تهويد الأرض كانت قد بدأت، مما أشعل التوتر بين الفلسطينيين والمهاجرين اليهود، الذين شرعوا في الاستيلاء على الأراضي وإقامة المستوطنات.

 

   غزة في حرب 1948: النكبة وما بعدها

 

عندما اندلعت حرب 1948، كان قطاع غزة نقطة استراتيجية مهمة، حيث تحولت إلى ملاذ للاجئين الفلسطينيين الذين فُقدت أراضيهم بسبب مجازر الاحتلال. 

حرب 1948
حرب 1948

 

غزة لم تكن فقط محطًا للاجئين، بل كانت أيضًا ساحة معركة حاسمة خلال الحرب. 

بعد النكبة، احتلت إسرائيل الأراضي الفلسطينية، وأصبح قطاع غزة تحت إدارة مصرية بعد أن تم الاتفاق على وقف إطلاق النار. 

ولكن الاحتلال المستمر لأراضي فلسطين شكل بداية لمشاكل إنسانية مستمرة في القطاع.

 

 غزة في نكسة 1967: الاحتلال الإسرائيلي الكامل

 

في عام 1967، كانت غزة جزءًا من المناطق التي احتلتها إسرائيل خلال حرب الأيام الستة.

 وقد أدت هذه النكسة إلى تغير جذري في الوضع العسكري والإنساني في غزة، حيث استمرت إسرائيل في توسيع مشاريع

نكسة 1967
نكسة 1967

 

الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، بينما ظلت غزة تحت وطأة الاحتلال العسكري.

 كانت هذه الفترة بداية لمرحلة جديدة من الصراع، حيث شُنت العديد من الحروب على القطاع.

 

   الانتفاضات الفلسطينية: المقاومة من داخل غزة

 

منذ بداية الانتفاضة الأولى عام 1987، كان قطاع غزة مركزًا رئيسيًا للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. 

على الرغم من المحاولات الإسرائيلية المستمرة لتدمير البنية التحتية للقطاع، إلا أن غزة أثبتت أنها لا تُقهر. اشتعلت

الانتفاضة الأولى عام 1987غزة من الماضي إلى المستقبل
الانتفاضة الأولى عام 1987

الانتفاضة الأولى بالحجارة والهتافات ضد الاحتلال، وكان هناك أمل فلسطيني حقيقي في التحرر. 

ثم جاء الرد الإسرائيلي بقوة، ولكن غزة كانت دائمًا في قلب الحركة الشعبية للمقاوم

 

 حصار غزة: من الحروب إلى الموت البطيء

 

منذ عام 2007، عندما سيطرت حركة حماس على قطاع غزة، فرضت إسرائيل حصارًا خانقًا على القطاع، ما جعل الحياة هناك جحيمًا مستمرًا. شُنت عدة حروب على غزة منذ ذلك الحين، أبرزها في 2008،2012،2014،2021،2023.

 في كل مرة، كانت غزة تواجه تدميرًا شاملاً للبنية التحتية، وأعدادًا هائلة من الشهداء والجرحى، لكن المقاومة كانت لا تزال حيه.

 دور الجيش المصري في دعم غزة: من الدفاع إلى الوساطة

 

لطالما كانت الانتفاضة، والجيش المصري بشكل خاص، لاعبًا أساسيًا في الساحة الفلسطينية. 

في حرب 1948، كانت القوات المصرية جزءًا من الجيوش العربية التي دخلت للمشاركة في الدفاع عن فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي.

غزة من الماضي إلى المستقبل
غزة من الماضي إلى المستقبل

 

على الرغم من أن المعركة لم تنتهِ لصالح العرب، لكن الجيش المصري ثبت قدميه في غزة لعدة سنوات، واعتبرت غزة تحت الإدارة المصرية بعد النكبة حتى عام 1967.

 

ومع الحروب المتكررة على غزة، لعب الجيش المصري دورًا حيويًا في تقديم المساعدات الإنسانية وتوفير الملاذ للاجئين. 

كما كانت مصر، وخاصة في الفترة الأخيرة، تسعى للوساطة في محاولة لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، فضلاً عن فتح معبر رفح لتقديم المساعدات الأساسية للسكان المحاصرين.

 

غزة في 2024 و2025: القصف والدمار، وصمود لا ينكسر

 

في أكتوبر 2023، اندلعت حرب جديدة على غزة، استمرت طوال عام 2024. 

قُتل أكثر من 30 ألف فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، وتم تدمير آلاف المنازل.

 الحصار والجوع كانا جزءًا من معركة الوجود التي فرضتها إسرائيل على قطاع غزة.

 لكن على الرغم من هذه الظروف الصعبة، ظل الشعب الفلسطيني في غزة مقاومًا، مصرًا على حقه في الحياة والكرامه

غزة تنزف تحت القصف... إسرائيل تطلق أكبر عملياتها جنوب القطاع ورفح تدفع الثمن غزة من الماضي إلى المستقبل غزة من الماضي إلى المستقبل
غزة تنزف تحت القصف… إسرائيل تطلق أكبر عملياتها جنوب القطاع ورفح تدفع الثمن

 

في عام 2025، كان الوضع أكثر تعقيدًا مع الهجوم البري الإسرائيلي علي مدينه رفح ، وتهديدات بإخلاء المنطقة بالكامل.

 رغم ذلك، بقي الشعب الفلسطيني صامدًا، يدافع عن أرضه بكل ما أوتي من قوة.

 

 

 

على الرغم من الجراح العميقة والدمار المستمر، غزة لن تنكسر.

 ستظل صامدة في وجه الاحتلال، وستظل هويتها الفلسطينية حيّة في قلوب أبنائها، وأحلامهم بالتحرر لا تموت. 

غزة ليست مجرد قطعة من الأرض، بل هي قضية أمة بأسرها، وستظل رمزًا للمقاومة والصمود حتى تتحقق العدالة.

 

 

 

 

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد