غزة تنزف تحت القصف… إسرائيل تطلق أكبر عملياتها جنوب القطاع ورفح تدفع الثمن (5 ابريل 2025)
منه عيسي خميس / شبكه اخبار مصر الان
غزة تنزف تحت القصف… إسرائيل تطلق أكبر عملياتها جنوب القطاع ورفح تدفع الثمن
(5 ابريل 2025)
متابعة: منه عيسى خميس
استيقظ قطاع غزة فجر اليوم السبت، 5 أبريل 2025، على تصعيد عسكري غير مسبوق، بعدما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن بدء تنفيذ عملية برية موسعة في محور “موراغ” جنوب القطاع، في إطار ما وصفه بـ”توسيع العمليات العسكرية لتدمير البنية التحتية لحركة حماس”.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرع، قال في بيان رسمي إن العملية تهدف إلى عزل مدينة رفح عن بقية المناطق، وقطع طرق الإمداد جنوب القطاع.
وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية بدأت تحركاتها بغطاء جوي كثيف، مع استخدام دبابات ووحدات مشاة مدربة على حرب المدن.
العملية، بحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية “كان”، هي الأوسع نطاقًا منذ بداية الحرب الحالية.
وتُعد خطوة استراتيجية لتكثيف الضغط العسكري على المقاومة الفلسطينية، رغم التحذيرات الدولية المتزايدة من الكارثة الإنسانية.

(5 ابريل 2025)
غزة تنزف تحت القصف… إسرائيل تطلق أكبر عملياتها جنوب القطاع ورفح تدفع الثمن
(5 ابريل 2025)
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان رسمي، ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 29 شخصًا خلال الساعات الأولى فقط من القصف، بينهم 18 طفلًا و6 سيدات.
كما أكدت أن عشرات المصابين ما زالوا يتلقون العلاج في مستشفيات تفتقر إلى المعدات، فيما يُخشى وجود المزيد من الضحايا تحت الأنقاض.
وزارة الداخلية الفلسطينية أعلنت أن أحد الملاجئ المؤقتة في خان يونس، كان يأوي عشرات النازحين، تعرّض لقصف مباشر، ما أسفر عن مقتل 31 مدنيًا على الأقل.
وأفاد الدفاع المدني بأن طواقمه تعمل في ظروف شبه مستحيلة، في ظل انقطاع الكهرباء ونقص الوقود والمياه.

(5 ابريل 2025)
من جهتها، وصفت وزارة الإعلام الفلسطينية ما يحدث في رفح بأنه “إبادة جماعية موثقة”، مؤكدة أن “المجتمع الدولي يتحمّل مسؤولية صمته المريب”، وطالبت بتدخل فوري لوقف الهجوم.
الناطق الرسمي باسم الحكومة، إبراهيم ملحم، صرح في مؤتمر صحفي صباح اليوم أن “ما يحدث في غزة وصمة عار في جبين العالم الحر”.
وقال: “الحكومة الفلسطينية تواصل تحركاتها في الأمم المتحدة والمحاكم الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال على جرائم الحرب”.

وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الفلسطينية، تم التأكيد على أن “عمليات القتل الجماعي في رفح تنذر بتكرار نكبة جديدة”، محذرة من أن “الصمت الدولي يمنح الاحتلال الضوء الأخضر للمضي في تنفيذ سياساته العدوانية”.

(5 ابريل 2025)
رغم نفي الحكومة الإسرائيلية استهداف المدنيين، وتأكيدها أن الهجمات تستهدف مواقع عسكرية فقط، فإن صور الدمار والضحايا تتحدث بلغة أخرى.
البيوت المهدمة، المدارس المدمّرة، وجثامين الأطفال المصفوفة في أكياس بلاستيكية سوداء، باتت جزءًا من المشهد اليومي في غزة.
غزة تنزف تحت القصف… إسرائيل تطلق أكبر عملياتها جنوب القطاع ورفح تدفع الثمن
(5 ابريل 2025)
في أحد أحياء رفح، وقف طفل لم يتجاوز السابعة من عمره، يحمل فردة حذاء صغيرة.
عندما سأله أحد المسعفين عنها، أجاب هامسًا: “دي بتاعة أختي… راحت لما ضربوا البيت”.
عيناه لم تدمعا.
بل كانت نظراته صامتة، تحمل ألف سؤال بلا إجابة.
وفي مستشفى الشفاء، حيث يتكدّس المصابون في ممرات ضيّقة، أفاد أحد الأطباء أنه رغم صعوبة الوضع، فإن الطواقم الطبية تبذل جهودًا مضاعفة لتقديم الرعاية اللازمة للمصابين، رغم النقص الحاد في المستلزمات الطبية.

(5 ابريل 2025)
المشهد الإنساني داخل القطاع بات يلامس حدود الكارثة.
الطرقات مدمرة.
المخابز أغلقت أبوابها.
المياه مقطوعة في معظم المناطق.
وشبكات الاتصال معطّلة جزئيًا.
منظمات إغاثية محلية، بإشراف وزارتي الصحة والتنمية الاجتماعية، تحاول توزيع المساعدات بما تبقى من إمكانات.
لكن مع تصاعد الضربات واستمرار الحصار، فإنّ الوضع الإنساني يزداد تدهورًا بشكل متسارع.
في ظل هذا التصعيد، تبقى غزة رهينة نيران لا تهدأ.
والسؤال الأكبر الذي لم يُجب عنه أحد بعد: إلى متى؟

(5 ابريل 2025)
غزة، التي طالما كانت رمزًا للصمود والمقاومة، اليوم تواجه أكبر تحدياتها. القصف الإسرائيلي يطال كل زاوية، والدمار يملأ الشوارع.
المستشفيات في غزة تعمل بقدرة محدودة بسبب نقص المواد الطبية، والعائلات تُجبر على اللجوء إلى الملاجئ التي لا توفر أدنى مقومات الحياة.
رغم ذلك، يبقى الشعب الفلسطيني ثابتًا، يواجه التحديات يومًا بعد يوم.
في هذه الأوقات العصيبة، يُظهر الفلسطينيون إصرارًا على الاستمرار في الحياة، متمسكين بالأمل بأن الفجر سيشرق يومًا ما.
تحت أنقاض الدمار، لا يزال الأمل حيًا، والشجاعة لا تفارق قلوبهم.