تصعيد عسكري متصاعد بين إسرائيل وجماعة الحوثي في اليمن: تبادل ضربات جوية وصاروخية مع استمرار التوتر الإقليمي 3 يونيو 2025
منه عيسي خميس / شبكة اخبار مصر الان
تصعيد عسكري متصاعد بين إسرائيل وجماعة الحوثي في اليمن: تبادل ضربات جوية وصاروخية مع استمرار التوتر الإقليمي
متابعة: منة عيسى خميس
شهدت الساحة الإقليمية خلال الأسبوع الماضي تصعيدًا ملحوظًا في المواجهات بين إسرائيل وجماعة الحوثي في اليمن، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتفاقم الأزمة السياسية والعسكرية في المنطقة.
التوتر المتصاعد بين الطرفين تمثل في سلسلة من الغارات الجوية التي نفذتها القوات الإسرائيلية على مواقع الحوثيين في اليمن، وردود صاروخية باليستية من قبل الجماعة على أهداف داخل الأراضي الإسرائيلية، ما يعكس تحوّلًا نوعيًا في أبعاد الصراع الإقليمي.
خلفية التصعيد
تعود جذور التصعيد إلى الحرب الدائرة في قطاع غزة، حيث تدعم جماعة الحوثي الفلسطينيين عبر ما تصفه بـ”معركة إسناد غزة”، فيما ترد إسرائيل على أي محاولات تهديد أمني من جبهات مختلفة.
اليمن، الذي يشهد نزاعًا داخليًا مستمرًا منذ سنوات بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة الحوثي المدعومة من إيران، أصبح طرفًا فاعلًا في المواجهة الإقليمية، عبر تنفيذ عمليات صاروخية على الأراضي الإسرائيلية.

الهجمات الصاروخية الحوثية على إسرائيل
في 27 مايو 2025، أعلنت جماعة الحوثي عن إطلاق صاروخين باليستيين باتجاه أهداف في إسرائيل خلال فترة لا تتجاوز الثلاث ساعات.
استهدفت هذه الصواريخ بشكل مباشر مطار اللد، أحد المطارات الرئيسية في إسرائيل، إضافة إلى هدف حيوي شرق مدينة يافا على الساحل الفلسطيني المحتل.
تسبب الهجوم في حالة من الذعر داخل إسرائيل، حيث اضطر ملايين الإسرائيليين للنزول إلى الملاجئ الواقية من القصف، وأُوقف تشغيل حركة الطيران في مطار اللد بشكل مؤقت.
وفي تطور لاحق، في 3 يونيو 2025، أعلن المتحدث العسكري لجماعة الحوثي عن قصف مدينة إيلات الإسرائيلية بصاروخ باليستي من نوع “فلسطين”.
جاء هذا الإعلان في سياق ما وصفته الجماعة بـ”معركة إسناد غزة”، وهي حملة عسكرية متواصلة لدعم المقاومة الفلسطينية.
تؤكد هذه الهجمات قدرة الحوثيين المتزايدة على الوصول إلى أهداف استراتيجية داخل إسرائيل، وتعكس قدرة متقدمة على تطوير وتوجيه الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، ما يشكل تحديًا أمنياً كبيرًا لتل أبيب، خاصة في ظل الاشتباكات الحالية على جبهات أخرى.
الرد الإسرائيلي: غارات جوية مكثفة على اليمن
ردت إسرائيل على الهجمات الحوثية بغارات جوية مكثفة على مواقع الجماعة في اليمن، مستهدفة بشكل خاص مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة وقاعدة الديلمي الجوية.
وكانت أبرز هذه الغارات في 31 مايو 2025، حيث شنت القوات الجوية الإسرائيلية هجومًا جويًا على مطار صنعاء، أسفر عن تدمير آخر طائرة حوثية بدون طيار كانت تُستخدم في عمليات عسكرية أطلقت عليها الجماعة اسم “الجوهرة الذهبية”.
تصعيد عسكري متصاعد بين إسرائيل وجماعة الحوثي في اليمن: تبادل ضربات جوية وصاروخية مع استمرار التوتر الإقليمي
تأتي هذه الغارات ضمن سلسلة ضربات جوية متواصلة نفذتها إسرائيل في ديسمبر 2024، استهدفت خلالها المنشآت العسكرية الحيوية التابعة للحوثيين، وأسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 15 قتيلًا وإصابة أكثر من 42 آخرين في مناطق مختلفة، بما في ذلك مطار صنعاء وميناء الحديدة.
يرى محللون أن الغارات الإسرائيلية تركزت على تعطيل القدرات الجوية والصاروخية للحوثيين، في محاولة لمنع تصعيد الهجمات الباليستية على إسرائيل من اليمن.
غير أن ردود الحوثيين المتكررة تشير إلى محدودية تأثير هذه الغارات في كسر عزم الجماعة أو تقليل قدراتها العسكرية.
تداعيات التصعيد على الساحة الإقليمية
هذا التصعيد بين إسرائيل والحوثيين يحمل في طياته دلالات مهمة على مستوى الأمن والاستقرار الإقليمي.
فبينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، فإن جبهات أخرى في المنطقة تبدأ في التشابك، ما يعقد من فرص الحلول السياسية ويزيد من احتمالات اتساع نطاق النزاعات.
تعد جبهة اليمن من الجبهات الحيوية التي تظهر فيها تداعيات الصراع الإقليمي بشكل مباشر، خاصة مع الدور الذي تلعبه جماعة الحوثي في دعم المقاومة الفلسطينية، وارتباطها الوثيق بدعم إيراني، ما يرفع من مستوى التعقيد ويزيد من صعوبة التهدئة.
في المقابل، تشدد إسرائيل على ضرورة تحييد كل التهديدات القادمة من اليمن، وتؤكد على استمرارية عملياتها الجوية لمنع تصعيد إضافي.
ومع ذلك، فإن استمرار إطلاق الصواريخ الباليستية على أهداف إسرائيلية يثبت أن هناك ثغرات أمنية واستراتيجية تحتاج إلى معالجة متعمقة.
ردود الفعل الدولية
تابعت الدول الكبرى والمجتمع الدولي هذا التصعيد العسكري بحذر، مع دعوات متكررة لوقف الأعمال العدائية واحترام القوانين الدولية.
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من توسع دائرة النزاع، ودعت إلى حماية المدنيين وتخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن وفلسطين.
كما شددت بعض الدول الغربية على أهمية إيجاد حلول سياسية شاملة تشمل جميع الأطراف في المنطقة، مؤكدين أن الحل العسكري لا يمكن أن يؤدي إلى استقرار دائم.

تصعيد عسكري متصاعد بين إسرائيل وجماعة الحوثي في اليمن: تبادل ضربات جوية وصاروخية مع استمرار التوتر الإقليمي
يرى خبراء في الشؤون العسكرية والإقليمية أن المواجهة بين إسرائيل والحوثيين ستستمر في التصاعد ما لم تتدخل جهود دولية حقيقية لاحتواء الأزمة، خاصة مع استمرار الحرب في غزة التي تشكل عاملًا محفزًا للتصعيد.
ويشير الخبراء إلى أن الحوثيين باتوا يمتلكون قدرات صاروخية متطورة تسمح لهم باستهداف العمق الإسرائيلي، مما يفرض على إسرائيل إعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية والهجومية.
كما يؤكد البعض أن توسع جبهة اليمن يشكل خطرًا إضافيًا على الاستقرار في الشرق الأوسط، ويهدد بتحويل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي إلى صراع إقليمي أوسع.
في ظل هذه التطورات، يبقى الوضع على شفا انفجار أوسع في المنطقة، مع تبادل مستمر للهجمات والصراعات التي تزيد من معاناة الشعوب وتدفع نحو مزيد من عدم الاستقرار.
مراقبون يؤكدون أن الحل السياسي الشامل هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه الحلقة الدموية، مع ضرورة التركيز على حماية المدنيين وتقديم الدعم الإنساني.
التعليقات مغلقة.