شبكة أخبار مصر الأن : ENN
بكل فخر و إعتزاز : بوابة أخبار مصر الأولى

العنف الأسري يخرج عن السيطرة… أسباب صادمة وحلول عاجلة لحماية الأسرة

العنف الأسري… سرطان اجتماعي ينتشر بصمت

العنف الأسري يخرج عن السيطرة… أسباب صادمة وحلول عاجلة لحماية الأسرة

بقلم دكتورة مرفت عصر

يشكّل العنف الأسري واحدة من أكثر القضايا الاجتماعية تعقيدًا وانتشارًا في العالم، ورغم خطورته ما يزال يُمارس غالبًا خلف الأبواب المغلقة دون كشف أو محاسبة. ومع تطور المجتمعات وتزايد الضغوط الاقتصادية والنفسية، أصبح الحديث عنه أمرًا ضروريًا لحماية الأسرة وتعزيز قيم الاستقرار والرحمة.

فالعنف داخل الأسرة لا يدمر الضحية فقط، بل يهدم البنية الاجتماعية ككل، ويؤثر على الأطفال، ويورّث أنماطًا خاطئة من السلوك تمتد لأجيال.

العنف الأسري… سرطان اجتماعي ينتشر بصمت
العنف الأسري… سرطان اجتماعي ينتشر بصمت

ما هو العنف الأسري؟

العنف الأسري هو أي شكل من أشكال الإساءة الجسدية أو النفسية أو اللفظية أو الجنسية أو الاقتصادية التي يمارسها أحد أفراد الأسرة ضد فرد آخر، بهدف السيطرة أو الإيذاء أو الإخضاع. وقد يكون الضحية زوجة أو زوجًا أو طفلًا أو حتى شخصًا مسنًا داخل المنزل.

ويتخذ العنف الأسري عدة صور، من بينها:

العنف الجسدي: الضرب، الدفع، الحرق، الإيذاء المتعمد.

العنف النفسي: الإهانة، التهديد، التقليل من القدرات، الترهيب.

العنف اللفظي: السب، الشتم، السخرية.

العنف الاقتصادي: منع المال، السيطرة على الدخل، حرمان الضحية من العمل.

العنف الجنسي: الإكراه على ممارسات غير مرغوبة أو استغلال الضعف.

ورغم اختلاف أشكاله، فإن تأثيره واحد: تفكك الروابط الأسرية، وتدمير الصحة النفسية، وخلق بيئة غير آمنة داخل المنزل.

العنف الأسري… سرطان اجتماعي ينتشر بصمت
العنف الأسري… سرطان اجتماعي ينتشر بصمت

أهم أسباب العنف الأسري

تتداخل العوامل المؤدية للعنف الأسري، وتختلف من بيئة لأخرى، لكن أبرز الأسباب التي تسهم في انتشار الظاهرة تشمل:

  1. الضغوط الاقتصادية والاجتماعية

تدهور الأوضاع المالية والبطالة يرفعان مستويات التوتر داخل الأسرة، فيتحول الفرد من ضغوط الواقع إلى ممارسة العنف كتنفيس خاطئ.

  1. ضعف الوعي الثقافي والأسري

غياب ثقافة الحوار، والاعتقاد بأن السيطرة والقوة هما أساس إدارة الأسرة، من أكثر العوامل التي تغذي العنف.

  1. التربية القائمة على العنف

من ينشأ في بيئة يمارس فيها الضرب والإهانة كوسائل للتربية غالبًا ما يعيد إنتاج السلوك نفسه مع شريك حياته أو أبنائه.

  1. المشاكل النفسية والإدمان

اضطرابات الشخصية، الاكتئاب، الإدمان على المخدرات أو الكحول، كلها تزيد احتمال ممارسة العنف داخل المنزل.

  1. سوء التواصل بين الزوجين

غياب لغة التفاهم والتعبير السليم عن المشاعر والمشكلات يؤدي إلى تراكم الخلافات حتى تصل لمرحلة الانفجار.

  1. العادات والتقاليد السلبية

بعض المجتمعات تمنح الرجل صلاحيات مطلقة داخل المنزل، وتعتبر عنفه “حقًا”، مما يمنع الضحية من طلب المساعدة.

العنف الأسري… سرطان اجتماعي ينتشر بصمت
العنف الأسري… سرطان اجتماعي ينتشر بصمت

خطورة العنف الأسري على الفرد والمجتمع

تتجاوز آثار العنف الأسري حدود المنزل، وتشمل:

  • اضطرابات نفسية للضحايا كالاكتئاب، القلق، فقدان الثقة بالنفس.
  • اضطراب التحصيل الدراسي للأطفال الذين يشاهدون أو يتعرضون للعنف.
  • تفكك أسر وزيادة نسب الطلاق.
  • إعادة إنتاج العنف عبر الأجيال، فالأطفال الذين يشاهدون العنف يميلون إلى ممارسته مستقبلًا.
  • خسائر اقتصادية وصحية بسبب العلاج والغياب عن العمل.

كيف يمكن تفادي العنف الأسري؟ خطوات عملية

العنف الأسري
العنف الأسري

الحد من هذه الظاهرة يتطلب تضافرًا بين الأسرة والمجتمع والمؤسسات، ومن أهم طرق الوقاية:

  1. تعزيز ثقافة الحوار

تشجيع أفراد الأسرة على التعبير عن مشاعرهم ومشكلاتهم بوضوح واحترام، بعيدًا عن العصبية والانفعال.

  1. التدريب على مهارات حل النزاعات

تعلم كيفية إدارة الخلافات بطريقة عقلانية دون اللجوء للعنف، مثل التفاوض والبحث عن حلول وسط.

  1. نشر الوعي في المدارس والإعلام

برامج توعوية تشرح مخاطر العنف وتشجع على الإبلاغ عنه.

  1. الدعم النفسي والزوجي

اللجوء للأخصائيين النفسيين أو مراكز الإرشاد الأسري لتجاوز المشكلات قبل تفاقمها.

  1. تمكين المرأة اقتصاديًا

زيادة وعي المرأة بحقوقها وتحقيق استقلالها المالي يساعدها على رفض العنف وعدم الخضوع للابتزاز الاقتصادي.

  1. مراقبة سلوك الأطفال والمراهقين

إرشادهم إلى طرق التعبير الصحيحة عن الغضب، ومنع العنف من أن يكون وسيلة للتربية.

العنف الأسري… سرطان اجتماعي ينتشر بصمت
العنف الأسري… سرطان اجتماعي ينتشر                                 بصمت

حماية الأسرة من العنف: ما الإجراءات الواجب اتخاذها؟

  1. توفير مراكز حماية ودعم

وجود مراكز مجهزة لاستقبال ضحايا العنف وتقديم الرعاية الطبية والقانونية خطوة أساسية لتعزيز الأمان.

  1. وضع تشريعات رادعة

فرض عقوبات صارمة على مرتكبي العنف الأسري يحد من انتشار الظاهرة ويمنح الضحايا الثقة في طلب المساعدة.

  1. دعم دور المؤسسات الدينية والتعليمية

المساجد والكنائس والمدارس تمتلك تأثيرًا كبيرًا في نشر قيم التسامح والرحمة داخل الأسرة.

  1. دور الجيران والمجتمع

تشجيع الإبلاغ عن حالات العنف وعدم تبرير الاعتداء تحت مسمى “خلافات أسرية”.

  1. برامج إعادة التأهيل للمعنفين

بعض من يمارسون العنف يحتاجون لعلاج وتأهيل نفسي، وليس العقاب فقط.

فى النهاية 

العنف الأسري ليس مشكلة خاصة داخل جدران المنزل، بل قضية مجتمعية واسعة الأثر، تتطلب وعيًا وتعاونًا وجهودًا مكثفة للحد من انتشارها. وبناء أسرة آمنة ومستقرة يبدأ من احترام الحقوق، واعتماد الحوار أسلوبًا لحل الخلافات، وتوفير بيئة قائمة على المودة والرحمة. فبدون أسرة قوية وسليمة، لن تقوم مجتمعات قوية وصحية.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد