ابنك شقي قنني شقاوتة
بقلم/ رحاب محرم
ابنك شقي قنني شقاوتة،لا أطيق أن أقول لك هذا ولكن ابنك شقيّ إلى حدّ ما. نعم ابنك.
ابنك شقي قنني شقاوتة مقدمة:
إنه كثير الشكوى ويريد أن يحصل على كلّ ما يريده.
أعرف أنك تحاول أن تكون أبًا صالحًا. والدَاك لم يكونا منتبهين تمامًا لك.
لم يكونا يعرفان أين كنت معظم الوقت. فأبوك مثلًا لم يكن يعرف عنك شيئاً.
وكان على أمك أن تعمل كثيرًا وفوّتت عليها معظم نشاطاتك.
وأحيانًا كانت تتأخّر في إحضارك بعد التمرين لأنها كانت تنسى.
ولكنك لست هكذا. أنت تفعل الأمور بطريقة مختلفة.
ابنك شقي قنني شقاوتة أولادي يجب ان يكونوا سعداء:
أنت تبذل ما بوسعك لأنك تريد أن يكون أولادك سعداء.
تبالغ في التدخّل لأنك تريد معرفة ماذا يحصل في حياتهم.
تريدهم أن يشعروا أنهم مميّزون ومهمّون. لا تتأخّر أبدًا في إحضارهم.
تضع جدول أعمال وتنظّم وقتك وتقترح عليهم النشاطات. تتحرّك مثل الحوّامة. تطرح ملايين الأسئلة.
تريد أن تكون حياتهم رائعة وغنية. ولا تريد أن يخيب أملهم أبدًا.
ولكنك ترتكب خطأ وأنا أيضًا. لهذا أصبح أولادنا مزعجين. إليك من التربية الذكية السبب:
نتفاوض:
عندما يريد أولادنا شيئًا تبدأ المفاوضات. “سأشتري ذلك إذا أحسنت التصرّف”
تتردّد هذه الجملة في ممرّات المتاجر في جميع أنحاء العالم.
وعندما لا يحسن التصرّف نقول له “حسنًا سأمنحك فرصة أخرى”.
بالطبع تصبح الفرصة الواحدة عدّة فرص. أفضل نقاش عندي “أعدكَ بأنني سأفعل ذلك لاحقًا!”.
قد تكون المفاوضات وسيلة رائعة ولكنها إذا كانت فعّالة يجب أن نرسم خطًا أحمر لا يمكن شطبه.
إذا شطبت الخطّ ستفشل المفاوضات.
ننظّف غرفته:
أحيانًا لا يمكننا تحمّل الأمر. تبدو غرفته كأنها سقطت فيها قذيفة. ملابس قذِرة ومناشف رطبة وسرير غير مرتّب – قذارة في كلّ مكان.
حتى أن هناك نوع من التسرّبات على الجدار. إنها مقرفة وتزداد قرفًا.
إضافة إلى ذلك يُسمَح له بالقيام بكافّة نشاطاته ومواعيده مع أصدقائه.
وما زال مسموحًا له بمشاهدة التلفاز لبضع ساعات وأن يستقبل رفاقه.
لا ينظّف غرفته أبدًا عندما نطلب منه ذلك فنتراجع ونقوم بذلك نحن.
ولكن هذه هي المعادلة التي نضعها مع هذا السيناريو: يعتاد على أن ينظّف أحدٌ خلفه
ولا يظنّ أن هذه مشكلة كبيرة. قُم ببعض الحسابات والنتيجة = طفل شقي.
نحمل حقيبة ظهره:
نعم إنها ثقيلة. أعرف ذلك. أحيانًا تكون الأشياء ثقيلة. لديه واجبات عليه إنجازها. عندما نحمل حقيبة طفلنا ونستمرّ بحمل كلّ شيء إلى السيّارة عنه نحن نبالغ كثيرًا. نحن لسنا بغال للعتالة. نحن نريحه كثيرًا وهذا الأمر يخلق ميلاً للاتكالية.
نسأله ماذا يريد أن يأكل على العشاء:
لا أذكر أنني سُئِلتُ يومًا ماذا أريد على العشاء. هل سبق أن سئِلت؟ هل تذكر أن أمك سألتك يومًا:”أتريدون أن نذهب لتناول العشاء خارج المنزل أم نتعشى هنا؟”. كان تناول العشاء خارج المنزل مخصّصًا للمناسبات الخاصّة. أذكر أنهم كانوا يقدّمون لي 4 أنواع من الأطباق فقط: الدجاج والهامبرغر والسباغيتي وشرائح اللحم المقزّزة واختراع الأرزّ الأحمر الذي كنت أكرهه. كان كلّ شيء يُطهى في طبق مع قطع الطماطم العملاقة واللوبياء المعلّبة. ولكن إحزر : كنت آكل ما يُقَدَم إليّ. هذه هي نهاية القصة.
عذرًا لا نستطيع الذهاب لأن بوبي لديه مباراة”. لا بأس في ذلك – معظم الوقت. بالطبع نريد الذهاب إلى المباراة. ولكن في الأوقات الأخرى يضع بوبي ومباراته حياتنا في المقاعد الخلفيّة. سيكون بوبي على ما يرام إذا أوصلناه فقط. واحزر ماذا أيضاً. سيلعب بوبي بشكل أفضل لأننا لسنا هناك نصرخ لتشجيعه كلّ خمس دقائق. هل تريد أن يلعب ابنك بشكل افضل؟ فوّت عليك بعض المباريات.
ابنك شقي قنني شقاوتة نريده أن يكون سعيدًا:
خبر عاجل: ليس من المفترض أن يكون الأطفال سعداء طوال الوقت. لا بأس إذا لم نعطه ما يريده أو إذا لم نسمح له بالقيام بما يريده أو إذا لم نسمح له بالذهاب إلى حيث يرغب. إذا كان عليه أن يقوم بالأعمال المنزليّة أو أن يمضي بعض الوقت مع العائلة أو أن يذهب للتسوّق معنا استمرّ بذلك وتوقّع بعض التفاف الأعين ونظرات الانزعاج. لا بأس لأن ليس كلّ شيء يدور حولهم وحول سعادتهم الدائمة.
ابنك شقي قنني شقاوتة نستخفّ ببعضنا:
إنه خطأ شائع. يطلب منّا ابننا أن ينام عند صديقه. أحد الوالدَين يرفض. ينتقل الولد إلى الطرف الآخر من والدَيه الذي يقول “طبعًا”. لماذا؟ لأننا لسنا دائمًا على وفاق. يخفّ إزعاج أطفالنا عندما نكون في جبهة متّحدة. علينا أن نسعى إلى التوافق في اللحظة نفسها. يمكننا أن نتكلّم عن خلافاتنا لاحقًا. وإلّا سيتعلّم الأولاد أن يلعبوا دور الأهل أمام بعضهم البعض.
نفشل في إيلائه المهمّات والمسؤوليات:
إذا لم يكن الولد جالسًا إلى المائدة أو إذا لم ينظّف الطاولة أو إذا لم يشغّل غسّالة الصحون أو لم يجرف الأوراق اليابسة أو لم يُخرِج الكلب، فعليه أن يدفع ثمن فعلته.
نعطي أعذارًا لسلوكه السيئ أو لعلاماته المتدنّية:
يبدو أننا جميعنا نرتكب هذا الخطأ. السلوك السيء هو سلوك سيء. “إنه متعب وجائع” إنه عذر فظيع. “لديه تمرين في وقت متأخّر ولا يمكنه إنهاء مشروعه (حتى ولو أعطي له منذ أكثر من شهر)” إنه عذر أسوأ. علينا أن نتوقّف عن تبرير سلوك أولادنا السيء أو تقصيرهم في أخلاقيات العمل. من دون انضباط يصبح الأولاد مزعجين.
ابنك شقي قنني شقاوتة نتشاجر مع المعلّمة أو المدرّب:
من الضروري أن ندافع عن أولادنا ولكن فقط بعد أن يدافعوا عن أنفسهم. عندما تلاحظ المعلّمة أن ابننا يقصّر في أعماله المدرسيّة صدّقوها. على عكس المعتقدات الشعبيّة، معظم المعلّمات يرِدن مساعدة الأولاد. يرِدن أن يبلي الأولاد بلاءً حسنًا. عندما نتشاجر حول واجب غير منجَز أو حول التأخّر على التمرين، يتعلّم ابننا أنه يستطيع الاستمرار بالكسل لأن أهله سيدافعون عنه وسيتشاجرون من أجله. ما يتعلّمه هو أنه ليس مضطرًّا لاحترام معلّمته أو ليس مضطرًا لإنجاز فروضه. بسيط جدًا.
الانتباه أمر جيّد. والأهل الذين يتدخّلون هم أهل رائعون. ولكن درجة انتباهنا وتدخّلنا هي التي تؤثّر. عندما ندع أولادنا يتفاوضون نرتكب خطأ. إذا برّرنا سلوكهم السيء نرتكب خطأ. إذا كانوا مرتاحين جدًا نرتكب خطأ بالفعل. عندما نستمرّ بتنظيف غرفته ونأخذ طلبات العشاء ونستخفّ بأزواجنا نصبح مزعجين.
يحتاج أولادنا إلى تعلّم تناول شرائح اللحم مع الأرز واللوبياء المعلّبة مرّة في العمر. فهو يبني الشخصيّة.
التعليقات مغلقة.