جوزيف سعد يكتب .. مرحلة الإبداع قد تسبقها أزمات نفسية
بقلم / جوزيف سعد .. شبكة أخبار مصر الآن
المتعافون من المرض النفسي مبدعون
المرض النفسي يساعد علي فهم الذات وأكتشاف قدراتها ومواهبها جيداً بعد التعافي
المرض النفسي ليس وصمة عار و المتعافون منه مبدعون ، حيث معاناة أي مرض هي عن جهل معرفة التعامل معه وغياب التكيف مع أعراضه والتعايش مع تفاصيله ، و ضعف جدية الألتزام بجرعات العلاج الدوائية المناسبة وأيضا تراخي المتابعة الجيدة مع الطبيب المعالج
كل هذه الغيابات و الإخفاقات عن المهام السابق ذكرها لا تقف عن حد المريض نفسه ، بل تمتد إلي أقران المحيطين بالمريض خاصة مع الأمراض النفسية ، حيث لهم دور عن خطة العلاج لا يقل أهمية عن دور العلاج الدوائي و الجلسات النفسية والسلوكية التي يتلقاها المريض
لماذا الأقران هم العامل المؤثر في خطة علاج المريض النفسي؟
الاستعداد الوراثي بجانب الوسط البيئي والأجتماعي المحيط بالمريض يمثل الغالب عن سبب المرض وفي علاجه السلوكي والتعامل مع الأعراض وايضا عن تزويد الطبيب المعالج بقدر المعلومات الكافية عن المريض وعن المتابعة السلوكية
وقد يكون الأقران المحيطين سبب مباشر لأصابة المريض بالاضطراب ، لذا ما يحمله جماعة الأقران عن أخفاء سر التاريخ الوراثي بالمرض المصاب به أحد افراد العائلة وعدم الإفصاح عنه ، حيث كثيرون يخفون الحقيقة علي إنها وصمة عار علي سمعة الأجيال المتلاحقة أو المريض ذاته ، أو أن المريض قد تعرض إلي الكثير من الضغوط والظلم من قبل أقرانه
هذا بخلاف إن جماعة اقران المريض و ذويه من العائلة هو حائط الصد للمريض وحالته ، و يلعبون دورا هاماً في نجاح خطة العلاج الخاصة بالمريض من قبل الأخصائي الاجتماعي أو الطيب النفسي
جوزيف سعد يكتب .. مرحلة الإبداع قد تسبقها أزمات نفسية
العلاقة بين المرض النفسي والإبداع معقدة ومتعددة الأوجه. في حين أن بعض الأفراد المبدعين قد يعانون من اضطرابات نفسية، إلا أنه لا يوجد دليل طبي قاطع على أن المرض النفسي بالضرورة يعزز الإبداع.
والعلاقة بين المرض النفسي والإبداع فيها نجد أن بعض المرضي يعتبر التعبير الفني والإبداع يمكن أن يكون بمثابة آلية للتكيف مع المرض فتظهر هنا القدرات والمواهب محض الصدفة عن الأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية، حيث يتيح لهم التعبير عن مشاعرهم وتجاربهم بطرق غير مباشرة.
في المقابل نجد تأثير المرض النفسي بالسلب على الإبداع حيث يمكن أن يؤثر المرض النفسي بالسلب على القدرة الإبداعية بالفرد ، خاصة خلال فترات اشتداد المرض وأعراضه
دعم دافع الرغبة في العلاج و التعافي عند قناعة المريض هو محور العلاج ، والاعتراف بالاضطراب النفسي من ذات المريض هي أول خطوات نجاح رحلة العلاج نحو التعافي
حيث تجربة المرض النفسي التي مر بها الفرد قد تكون دافع له نحو الإقدام و الأبداع الذي وصل إليه بعد التعافي ، فمن أساليب إقناع المدمن أو المريض الاقبال إلي العلاج أو الإقامة بالمصحات النفسية هو أكسابه معرفة إن المرض النفسي قد ينتهي بالسلوك الأبداعي و التطوري وأن معظم عظماء التاريخ كانوا مضطربون قبل وصولهم إلي هذه المكانة والسيرة المرموقة ، “فكن واحداً منهم”
جوزيف سعد يكتب .. مرحلة الإبداع قد تسبقها أزمات نفسية
ربما نشير إلى شخصيات شهيرة بدءا من فينسينت فان جوخ، وفيرجينيا وولف، إلى توني هانكوك، وروبين ويليامز ، وكثيرون أخرون ممن كانوا مُبدعين بشكل استثنائي، وفي الوقت نفسه عانوا من مشاكل نفسية
لكن و بكل تأكيد ليس المرض النفسي هو كونه سبب في الأبداع أو التفوق والشهرة ، فالأمر الفاصل عن ذلك هي المواهب والقدرات ولكنه المرض النفسي ساعد علي اكتشافها وفهم الذات من نقاط القوة والضعف بعد التعافي من الازمة ،و صار العمل والإصرار علي إبرازها وتنميتها ومنها كان المرض شرارة الإبداع و التفوق ” فالنمو ما بعد الصدمة”