جوزيف سعد يكتب.. عند إنجاب المرأة قد يتبخر الحب الزوجي
الدافع الفسيولوجي أقوي من الدافع الاجتماعي وإحلال المشاعر صفة بشرية عبر المراحل العمرية
جوزيف سعد يكتب.. عند إنجاب المرأة قد يتبخر الحب الزوجي
شبكة أخبار مصر الآن – Enn
بقلم الكاتب / جوزيف سعد

الدافع الفسيولوجي أقوي من الدافع الاجتماعي ، وإحلال المشاعر صفة بشرية عبر المراحل العمرية
فقدان التوازن بين الأمومة والحب الزوجي سبب غير ظاهر للخلافات الزوجية
هل تستطيع المرأة تحقيق معادلة التوازن العاطفي بين الأمومة والحب الزوجي ؟
الأمر يبدو نسبي للإجابة عن هذا السؤال في تحقيق توازن المعادلة ، فهو يختلف من إمراة لآخري ، و من أسرة عن أسرة ، ومن حالة إلي حالة ، وهناك مجموعة من السمات الشخصية والظروف الاجتماعية أو العائلية التي تسهم في تشكيل رسم تلك المعادلة الصعبة في ذاك الزمان
ويطرح السؤال نفسه – هل الأستقرار الأسري هو الذي يساهم في تحقيق توازن تلك المعادلة أم توازن المعادلة يبني أسرة مستقرة ؟ وفي كلتا الحالتين نجد المرأة أو الزوجة قاب قوسين أو أدني عن تردد إشارات المعادلة

الأمومة دافع فسيولوجي قوي لأي كائن حي ولكنه مع الكائن العاقل وهو الإنسان يمتزج بالعاطفة الرشيدة والأحساس الواعي دون إندفاع في مشاعر السلوك الذي يشبع دافع الأمومة للزوجة بطريقة مشوهة تربوياً للأبناء ومرهقة عاطفياً للزوج في بعض المواقف أو الأوقات
عندما نبحث عن الزوجة و الأمومة قديماً نجدها علي غير ذلك الآن عن قدر تقديم الحب والوقت للزوج دون الأهتمام والهيام مع الدافع الأمومي المُلح صباحاً ومساءاً وصيفاً وشتاءاً عبر التفاعل والتواصل مع الأبناء وأقصاء شريك الحياة من الأولويات ، لتتضاءل بالتبعية والوقت أوصال الألفة والحب بين الشريكين وألياف النسيج النفسي بينهما
جوزيف سعد يكتب.. عند إنجاب المرأة قد يتبخر الحب الزوجي

ففي زمن ليس ببعيد كانت الأمومة تحتفظ ما تبقي من حب مع شريك الحياة الزوجية مع أي خلاف حرصاً علي مملكة بيتها وتربية أبنائها وايضا حرصاً علي دوام مشاعر الحب والغرام بينها وبين شريكها والتي تبدو إنها قد أستبدلت بمشاعر أمومة موجهة بطريقة لا شعورية لأشباع الدافع الفسيولوجي المشترك معه الأولاد علي حساب الدافع الاجتماعي “الحب” المشترك معه الزوج في عملية إحلال لا إرادي متدرج عبر سنين العشرة في تربية الأبناء
و قد نجد الزوجة الآن باحثة عن التجنب والإنعزال والرغبة في الإنفصال مع أول مطب صناعي في عصر الماديات والضغوط الأقتصادية التي تعوق امنياتها ، وبالمثل مع الأزواج والأباء في زمن اللا رحمة من الحاجات و الأحتياجات

يبدو أن هناك بعض الزوجات يغلب الدافع الفسيولوجي لديهن عن الدافع الاجتماعي ، لذا فأن دافع الأمومة يشعرهن بالتوتر والقلق الزائد عن حاجات ومستقبل أبنائهن من منطلق “الحب المريض” والذي بدوره ينتقل تلك الشعور بالازاحة داخل الأسرة ويفقد إلي الزوج الرعاية والأهتمام محدثا فراغاً عاطفياً له ، وهنا قد يبحث الزوج عن البديل العاطفي أو الاتجاه إلي الزواج الثاني أو العلاقات غير المشروعة
ومن ثمة نجد أن الإرشاد الأسري والمشورة الزوجية يلعب دوراً محورياً عن حل هذة الطلسمة ، و ضرورة إن يأخد به كل مقبلي الزواج أو الارتباط لتجنب الوقوع لمثل هذه المشكلات الغامضة في البحث عن أسبابها وقت وقوع تداعياتها ، أو لتعلم مهارات تعايش الوصول إلي التوازن العاطفي بين الأمومة والحب الزوجي بالنسبة للمرأة أو فتاة قبل الزواج
جوزيف سعد يكتب.. عند إنجاب المرأة قد يتبخر الحب الزوجي

الفراع النفسي ، الطلاق العاطفي ، الخرس الزوجي ، الزواج الثاني.. من مظاهر فقد الزوجة إلي مهارات التوازن العاطفي بين الأمومة والحب الزوجي والذي بات أصبح أكثر انتشار الأونة الأخيرة داخل الأسرة المصرية وسبب في أزدياد حالات الطلاق في مصر
تلعب الفجوة الفكرية بين المرأة والرجل بوجه عام في المجتمع سبب رئيسي في فقد التوازن بين الأمومة والحب الزوجي ، بجانب أن أجيال الأزواج و الزوجات الحاليين قد نشئوا في غياب ثقافة التربية الجنسية في مناهجهم ومدارسهم منذ الصغر عبر مراحلهم التعليمية والدراسية والأسرية والذي بدوره أحدث اثراً بالغاً في أن تدفع ضريبته محكمة الأسرة والمجتمع عن غياب معالجتها لفقد التوازن الطبيعي بين الأمومة والحب الزوجي للمرأة لحل الخلافات والمشكلات الزوجية
فقدان التوازن بين الأمومة والحب الزوجي سبب غير ظاهر للخلافات الزوجية
علي الزوج قبل الزوجة طرح المشكلة إلي شريك الحياة للبحث والمناقشة المتبادلة ووضع أليات التعامل وتحديد الأبعاد والأخذ بالمشورة الزوجية من قبل المتخصصين والتأهليين في المجال الأسري والتربوي ، فالأزواج الأكثر سعادة هم الأكثر معرفة بأختلافات شريك حياتهم.