جوزيف سعد يكتب.. دماغ الفياجرا

جوزيف سعد يكتب.. دماغ الفياجرا

 

 

بقلم/  جوزيف سعد 

شبكة أخبار مصر الآن

الصحافة الصفراء طعنة في وعي و تنوير المواطن

وطن بلا صحافة كجسد بلا عقل

 

الصحافة الصفراء طعنة في تنوير المواطن عن رسالة الأقلام الصحفية المستنيرة

لماذا هذا الكم الهائل والولع الزائف من الأخبار عن جرائم التحرش والمتحرشون ؟ ، ماذا حدث أن بعد كل غمضه وطرفه عين نقرأ خبر عن متحرش همام مغتصب فلان ، فقد تحولت البلد إلي فرق متحرشين من التشكيل العصابي عن طريق أقلام صفراء جرداء عن الرسالة الصحفية النبيلة تجاه وطن

مع هذا الكم المُبالغ من الأخبار والقاطع في عدم صحة قوله ، ماذا تقصد الأقلام الصفراء أن تقول و أن تنوي ؟ ، ما الرسالة التربوية التي تقدمها نحو سكينة وطن وإلي مصلحة مواطن و أمام تربية نشئ ، سوي بث الزعر والقلق داخل نفوس أفراد الأسرة عن سلامة أبنائهم وبناتهم

كما أن المبالغة في الفضيلة تفقد مصداقيتها أيضا المبالغة عن الخبر تفقد صدقه ، وتزعزع ثقة القارئ عن مصادر الخبر

 

بعد واقعة جريمة التحرش بمدرسة دمنهور و قضية الطفل ياسين ، نشتم جميعنا رائحة طائفية كريهة لا داعي لها ، فيها تسابقت الأقلام الصفراء عن الترند ونسبة المشاهدة والمتابعة علي السوشيال ميديا ، وتراشقت الأخبار الكاذبة وتعدد المحتوي المُفبرك ، وكأن البلاد تحولت إلي ذئاب بشرية و متحرشين كأمثلة يحتذي بها هنا وهناك عبر أخبار أنحاء القطر المصري 

سيل من جرائم التحرش والتوحش أجتاح البلاد عن طريق حشو السطور وقطع البذور عن دقة ومصداقية الخبر ، وملء الصفحات و المواقع عن الحدث الأكثر مشاهدة والأكثر جذباً وتشويقاً بصرف النظر عن الأثر النفسي والمعنوي عن محتوي الخبر لقارئه والصدع الطائفي له عن حساسية الأحداث المفتعلة

ما بين متحرش و متحرش” متحرش” ما بين ضحية وضحية “طفل ضحية” – هذا ما تناولته السوشيال ميديا و الصحافة الصفراء الأيام القليلة الماضية

جوزيف سعد يكتب.. دماغ الفياجرا

تظل السوشيال ميديا في حقيقتها الغالبة الغائبة عالم إفتراضي سواء بالسلب أو بالإيجاب يمكن أن تضر برسالة الإعلام الصحفي الألكتروني 

وتظل طيور الظلام وأعداء مصر بأقلامهم الصفراء  يتفننون و يتفوهون بالأخبار الكاذبة والشائعات في شرخ وقطع النسيج الوطني لمصر وزرع فتيل الفتنة و الإنشقاق ونفخ بالون الكراهية ، مستغلة عمق حساسية الأحداث وحُنكة المؤامرة في الإشعال ، فالخيانة لديهم ظروف طبيعية

فأعداء الوطن يتربصون لأي سهوه أو هفوه ، فعلينا أن نعي وندرك جيداً بأن مصر أكبر من أي قضية ، وأن الجريمة تظل جريمة وتُلصق فقط لمرتكبها ، ولا دين أو تتدين للجريمة أو للجاني أو المجني عليه وعند العدالة وجوه كثيرة . 

جوزيف سعد يكتب.. دماغ الفياجرا

 

علي المواطن القارئ أن يعي بدقة عن القلم الذي يقرؤه ، وعن الصحيفة والموقع الذي يحمل برسالة نبيلة بناءه في نقل الخبر و عن الهدف السامي لكتابته

الصحافة الصفراء طعنة في وعي و تنوير المواطن عن رسالة الأقلام الصحفية المستنيرة ، و تظل الصحافة المصرية مسلة ثقافية شامخة وصرح معرفي كبير ، وتبقي أحبار الأقلام المضيئة ساطعة بارزة عبر التاريخ الصحفي لمصر ، قائمة رافعة عن الضمير الحي والصوت الإعلامي المستنير .