جوزيف سعد يكتب .. حنين القلب وأنين العقل.. المشاعر تحت المجهر

جوزيف سعد يكتب .. حنين القلب وأنين العقل.. المشاعر تحت المجهر

حنين القلب وأنين العقل

الابتسامة من القلب الجريح مؤلمة

 

المشاعر تحت المجهر تظهر أنماط الشخصية والتحليل الجانب النفسي والسلوكي والعاطفي للإنسان

صراع حنين القلب أمام أنين العقل تجاه الأمور التي يريدها القلب بالمشاعر وفي ذات الوقت يرفضها العقل غاضباً عنها بالمنطق 

 

– الشخصية العاطفية الأكثر احساس بالألم 

– الشخصية العصابية غير مقبولة اجتماعياً

 

– الفرد الهادئ الأكثر إرادة و نجاح في الإدارة 

– الفرد المتزن عاطفياً هو الأكثر عدل وأنصاف

 

– الشخص غير متزن عاطفيأ سريع الغضب والاستثارة

 – الغضب يبث الأنين والخوف لما حوله

 

 

 تتعدد أنماط واشكال الشخصية الإنسانية ، إذ تمر بأطوار و أحداث متنوعة تعمل علي تشكيلها وتطورها و أيضا تغيرها وتحورها من نقاط ضعف إلي قوة ومن تماسك إلي تراخي 

 ليظل منحني الرسم البياني عن الثبات الانفعالي والتوازن النفسي للفرد غير ثابت علي وتيرة حياتية واحدة مدار العمر

أغلب مظاهر أنماط الشخصية التي ستشعر بها في حياتك وفي تعاملك اليومي مع الافراد والأحداث هما  منعطف مزيج من الشخصية العاطفية و الشخصية العصبية ،  حيث هما مرآة السلوك الإنساني بكل وضوح و بيان ، و الأكثر بروز عن التعامل مع المواقف و القضايا الحياتية المتنوعة  

تمتاز الشخصيات العاطفية بأنها دافئة و ودودة ، ورحيمة، وهم غالباً يشعرون بالآخرين ويحمونهم بشكل كبير ، سواء كان هؤلاء الأشخاص من أفراد عائلاتهم، أو من غيرهم من المحتاجين

العاطفيين أفراد غير أنانيين ، وعادة ما تهتم قراراتهم بسعادة الآخرين ورفاهيتهم، وأحياناً قد يؤدي الاهتمام المفرط بالآخرين إلى إرهاق ذواتهم والشعور بالتعب النفسي، وهم الأكثر سهولة وعرضة عن الآخرين بالأحساس بالضيق والاكتئاب خلال فترات  مراحل حياتهم 

 الشخصية العصبية من أكثر الشخصيات الصعبة والمنتشرة بشكل كبير في مجتمعنا، وهي الشخصية سريعة الانفعال والغضب، وحدة الإستثارة تختلف من شخصية إلي آخري 

تمثل الشخصية العصابية من الشخصيات الصعبة جداً في التفاعل معها ومن خلالها ، لأنها قد تفقد صداقات الكثير من المحيطين بها عند التعامل معهم بسبب العصبية الزائدة ،ففي الغالب تحتاج دائما إلي العلاج النفسي والدوائي والاسترخاء علي فترات متفاوتة أو متباعدة إذا لزم الأمر

النمط العاطفي والعصابي لا يخلو من أي شخصية

ولا سيما أي إنسان في يومه لا يخلو من الحنين والأنين معاً ، أي الجانب العاطفي وجانب الغضب ،   وهو صراع حنين القلب مع أنين العقل تجاة الأمور التي يريدها القلب بالحنين وفي ذات الوقت يرفضها العقل غاضباً عنها بالمنطق محدثاً حالة أنين وغضب ، مثلما يعشق القلب إلي حبيب مرتبط أو متزوج فيرفض العقل تلك المشاعر 

 الحنين والأنين ، حيث هما الأكثر ظهورا عن شخصيتك في التفاعل الطبيعي والاعتيادي عبر أحداث المواقف اليومية التي تقابلها خاصة في ظل تعدد وتراكم الضغوط والظروف و المهام اليومية في زمن اللا رحمة من الحاجات و الاحتياجات ، وعن لحظة البحث والتملك عن المنافذ العاطفية وسط العواصف الغاضبة 

في ظل السوشيال ميديا و تكرار التعرض المستمر للأخبار والاحداث عبر الفضاء التكنولوجي المعرفي، قد يصبح القلب ينبض حناًنا وفي تو لحظة قد يتفوه اللسان بكلمات الغضب والتجريح 

إذ المشاعر والاحاسيس أصبحت سريعة التحور والتحول ، وبفعل الأزاحة الطبيعية تنتقل تلك المشاعر المتقلبة إلي الآخرين وتصيب البعض منهم 

جوزيف سعد يكتب .. حنين القلب وأنين العقل.. المشاعر تحت المجهر

قد أصبح تقلب الحالة المزاجية للشخص المعاصر سمة سائدة واضحة عن السلوك الظاهري للفرد العادي ،  حيث أن أنياب الإكتئاب أصبحت تطرق من فترة إلي أخري علي باب العقل ، ليصبح الإكتئاب موضة الأمراض المعاصرة علي مستويات درجاته وشدته 

في الغالب مرض الأكتئاب تسبقه موجات غضب وعصبية ، فإذا كنت سريع الإستثارة والانفعال فأنت علي أبواب الاكتئاب أو في بعض أنواع الاكتئاب تظهر موجات تهيج وغضب وذلك عن أضعف الاسباب  والمثيرات 

يُعد السلوك العدواني مرآة الغضب يندرج تحت أحد السمات الرئيسية لمختلف الاضطرابات النفسية، مثل اضطرابات الشخصية (كأضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، واضطراب الشخصية الحدية)، والفصام، واضطراب الانفجار المتقطع ، واضطراب ما بعد الصدمة، والاضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب، والاضطرابات النفسية و السلوكية الناجمة عن الكحول/المواد المخدرة / الافراط الشديد من المنبهات و الكافيين ، فالغضب الشديد قد يكون أنين عن آضطراب عقلي ونفسي قد لا يدركه المصاب به 

وتتسم الشخصيه العصابية بعدد من الخصائص اهمها عدم النضج وعدم الكفايه والضعف وعدم تحمل الضغط وبخس الذات والخوف والقلق والتوتر والتهيج والإعياء والتمركز حول الذات والانانية وضعف الثقة بالذات واضطراب العلاقات الاجتماعيه والجمود ونقص البصيره ووجود مشكلات متعدده وعدم الرضا وعدم السعاده والحساسية النفسية ويواجهون مشاعر حدية مضطربه

التنوية هنا ان النمط العاطفي أو النمنط العصابي واللذان في الغالب يعبرا عن مكنون أي شخص يتفاعل مع البيئة المحيطة له ، لا يصلح هذين النمطين عنوان الشخصية القيادية أو المسؤولة أو عن القيادة العملية في المؤسسات المتنوعة كالأسرة والمدرسة و وظائف الشركات والهيئات والعمل الخاص وخلافة من درجات ومستويات العمل المتنوعة 

فالأخطاء والخلافات والمشاكل عنوان الشخصية الغاضبة ، والمحاباة والتمييز وغياب العدل والإنصاف عنوان الشخصية العاطفية عند قيادته للمسؤولية 

يختلف الغضب لدى الناس اختلافا كبيرا في عدة جوانب منه كم مرة نغضب وكيف هي حدة الغضب حين يحدث ؟ ، و ما هي درجة المعاناة من الغضب ؟ ، وكم يستغرق من الوقت ؟ ، و ماهو الحد الذي يبدأ معه الشعور بالغضب و ما هي المشاعر  والسلوكيات المصاحبة للغضب حين يحدث ؟ .

بعض الناس يغضبون بشكل سريع ومتكرر وبعضهم نادرا ما يغضب والبعض يدرك أنه مصاب بالغضب والبعض لا يدرك ذلك بسهولة

يُرى أن الإنسان العادي يتعرض لنوبة غضب بمعدل مرة كل يوم والبعض يري أن الإنسان قد يتعرض لعدد 15 نوبة غضب على درجات مختلفة مما يواجهه في حياته

وبغض النظر عن مدى معاناة الناس مع الغضب ، فإنه شعور لابد من أن يتعرض له الكل ، ويحتاجون للتعرف على كيفية التعامل معه ومعالجته .

 

أغضب ولا تخطئ .. أو أسخر كي لا تغضب حتي لا تخطئ 

فالغضب يمكن أن يكون بناءاً أو مدمراً . فحين يتم التحكم فيه فإنه لن يكون له أية تبعات نفسية أو جسدية على صاحبه . 

 الغضب حقيقة هو جرس تنبيه بأن شيئاً ما غير جيد أو غير صحيح يحدث أو في طور الحدوث، وبالتالي يجب أن يكون الغضب دافعا للتغيير بايجابية وليس لتدمير الذات و لمن حولها ، وعليه فإن الاستجابة لتلك التنبيهات هو ما يحدد مدى معاناتك وطريقة وأثار الغضب عليك.

و لعدم التحكم بالغضب والانفعال المتكرر تبعات نفسية واجتماعية وآثار سيئة وهي آثار جسدية على صحة الجسد وسلامته من حالات الوفاة ،التي قد تحدث بطريقة المفاجئة عن الغضب الكتوم .

ومن جانب أخر فإن الآثار النفسية والاجتماعية مثل العزلة وقلة الأصدقاء وصعوبة التكيف مع الأوضاع الاجتماعية تخلف آثار جسدية وأمراضا بدينة أيضا

الغضب الدفين أخطر أنواع الغضب وهو غير المعلن والذي يرتبط بالكبت و بستار الكتمان ، و هذا النوع الذي قد ينتهي بكارثة أو جريمة أو وفاة صاحبه ، ومصابي هذا النمط من الغضب أكثر عرضه للأعراض الفسيولوجية الناتجة عن حالات التهيج المعلن أو الغضب الشديد الكتوم

جوزيف سعد يكتب .. حنين القلب وأنين العقل.. المشاعر تحت المجهر

الأعراض الفسيولوجية الجسدية عن إنفعالات الغضب المعلن أو الكتوم 

 

أمراض القلب والشرايين:

الغضب المستمر يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية، ويرفع ضغط الدم وخلل مستويات السكر في الدم 

اضطرابات الجهاز الهضمي:

يؤثر الغضب على عملية الهضم ويسبب مشاكل مثل عسر الهضم، وقرحة المعدة، والقولون العصبي والارتجاع المريئي

اضطرابات النوم:

يمكن أن يؤدي الغضب إلى الأرق وصعوبة النوم، وأختلال الساعة البيولوجية مما يؤثر على الصحة العامة. 

ضعف الجهاز المناعي:

يقلل الغضب من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض. 

مشاكل جلدية:

قد يسبب تهيج بعض الأمراض الجلدية مثل الأكزيما والصدفية 

الصداع:

الغضب المستمر قد يؤدي إلى الصداع المزمن. 

الأضرار النفسية:

القلق والاكتئاب:

يرفع الغضب من خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب، خاصة مع استمرار المشاعر السلبية. 

التوتر:

الغضب المستمر يسبب توترًا نفسيًا مزمنًا، مما يؤثر على القدرة على التركيز والإنتاجية. 

مشاكل في العلاقات الاجتماعية:

قد يؤدي الغضب إلى مشاكل في العلاقات مع العائلة والأصدقاء والزملاء ويقلل من مستويات الإنتاج والعمل 

الشعور بالإرهاق:

الشعور المستمر بالغضب والإحباط يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق المستمر. 

بشكل عام، من المهم تعلم كيفية إدارة الغضب والتحكم فيه لتجنب هذه الأضرار الصحية والنفسية، يمكن الاستعانة بالعديد من التقنيات مثل ممارسة تقنيات الاسترخاء، والتحدث مع شخص تثق به كالأخصائي أو الطبيب ، أو ممارسة الرياضة، والبحث عن طرق إيجابية للتعبير عن الغضب بدلاً من قمعها أو التعبير عنها بشكل سلبي 

نهاية المطاف عليك الوعي عن متلازمة الحياة من حنين العاطفة وآنين الغضب ، فتلك استجابات  لا تغيب عنك لحظة واحدة ولا طرفة عين ما دمت حياً

 وذلك تداعيات كل منهما أثر بالغ وهام في خطة و رحلة حياتك وحياة الأخرين من حولك ، فالشخص الهادئ و المتزن عاطفياً هو الأكثر قبولاً لدي الآخرين والأكثر إرادة وتحقيق لأهداف طويلة المدي