تحرر وتغير عقلية المرأة أبرز أسباب ازدياد ظاهرة الطلاق 

تحرر وتغير عقلية المرأة أبرز أسباب ازدياد ظاهرة الطلاق 

 

بقلم الكاتب / جوزيف سعد.. شبكة أخبار مصر الآن

 

المجتمع الذكوري غير مؤهل نفسياً وثقافياً عن تحولات المرأة المفاجئة

 

 

عاشت المرأة ظلام دامس داخل كهف القهر والظلم وغياب الاحساس بالهوية الجنسية كنوع ، لتبدأ وترسم عهداً جديداً من الرقي والسمو في تحقيق الذات والاستقلالية في الرأي والتفكير كحق مشروع لأي كائن حي عاقل علي سطح الوجود 

 وبلا شك أن لكل تغير ملموس تكيف محوري حول تداعيات التغير ، وهذا ما لا يستطيع فعله المجتمع الذكوري لما نمي وتربي وعاش عن موروثات فكرية حول المرأة تعيش زمن المتغيرات الأن في ظل الحراك الاجتماعي والثقافي 

ما تقوم به المرأة في ظل هذا الحراك بدوره أحدث صراع فكري مستتر ومعلن في آن واحد بين الجنسين وبالتالي اتساع هوه الفجوة النفسية والفكرية بين الأدوار ، واحتداد الصراع الاجتماعي والأسري 

والمقابل الطبيعي هو ازدياد صلابة العلاقات بين الجنسين ومنها الخلافات الزوجية وازدياد حالات الطلاق ، و تأخر سن الزواج أو العزوف عنه من قبل الشباب 

ومضمون تغير وتحرر عقلية و سيكولوجية المرأة هو لا يبتعد عن موروثات تعيش زمن المتغيرات في عصرنا الحالي ، فالصراع الذي تولد بين الرجل والمرأة هو في الأصل والفصل “صراع علماني ديني” ، يحتاج إلي دراسات نفسية وجلسات اجتماعية و فلسفية من الإرشاد التربوي والاجتماعي تحت مظلة المرونة الدينية مع التوافقية العلمانية كضرورة فكرية بعنوان داخل الحراك الثقافي الساير

تحرر وتغير عقلية المرأة أبرز أسباب ازدياد ظاهرة الطلاق 

تأخر سن الزواج أو العزوف عنه 

المغالاة المادية أو ضغوط الظروف الاقتصادية ليست وحدها سبب العزوف عن الزواج أو تأخره فحسب ، بل الصراع الفكري بين الجنسين الذي تولد بفعل التحولات الفكرية للمرأة يضيف أن يصبح اتخاذ قرار الزواج أمر عصيب وليس بالسهل إلي الذكور والإناث علي السواء

تغيير عقلية المرأة في المجتمع المصري له تداعيات واسعة ، كمثل زيادة مشاركتها في سوق العمل،  وتحسين مكانتها الاقتصادية والاجتماعية ، زيادة وعيها بحقوقها ، وايضا تغييرات في الأدوار التقليدية داخل الأسرة

في المقابل قد يحدث تحديات مقاومة اجتماعية أو تغيرات في التوازنات الأسرية ، لكن في النهاية التغيير من المفترض أن  يكون إيجابي بشكل كبير تحت مسمي حقوق الإنسانيات وتحقيق الذات 

 من الممكن أن تنشأ علاقة طردية بين تغيير عقلية المرأة وزيادة حالات الطلاق ، لأن المرأة الاكثر وعياً واستقلالية لا تتقبل الأوضاع التي كانت مقبولة من زمان بعيد ، أو لا تتقبل أخطاء الذكور أو لا تسمح بالتبعية الاقتصادية الذكورية المفروضة عليها وعن التبعية الفكرية في سير الحياة

وبالتالي عندما يحدث عدم توافق أو مشكلات في العلاقة الأسرية والزوجية ، ممكن يكون الطلاق خيار أسهل ، لكن في نفس الوقت هذا التغير يجعل العلاقات أكتر صحة وتفاهم تحت مسمي الوعي والثقافة والتثقيف الذي قد يفتقده بشدة مجتمع الذكور أمام التحولات الفكرية النسائية 

تغير عقلية المرأة وتحررها قد يكون أحد أسباب بارزة  في الطلاق ، خاصة عندما تتعارض مع توقعات شريكها أو معتقده التقليدي لدور المرأة ، وقد يتسبب في تفاقم الخلافات وصعوبة إيجاد أرضية مشتركة.

هذا التحول قد يشمل رغبتها في الاستقلالية والمساواة، والحصول على التقدير داخل العلاقة ، في المقابل فإن الفجوة بين الزوجين الناتجة عن هذه التغيرات بالإضافة إلى نقص التواصل الفعال، والضغوط المالية ،  تلعب دوراً محورياً في تفكك الزواج كأحد العوامل المساهمة في زيادة الطلاق

تغير أولويات المرأة مع تزايد وعيها بأهدافها وشخصيتها، حيث تسعى إلى الاستقلالية وتطوير الذات وتجسيد كرامتها ، مما قد يؤدي إلى أختلاف رؤيتها للزواج أو توقعاتها منه أو أنه غير ممثلها ومعبر عن تغيراتها الشخصية – كمثل أنها لا تقبل أن تكون زوجة ثانية 

تحرر المرأة احدث الاختلاف في الرؤية الزوجية ،حيث يمثل هذا التغيير تحدياً إذا كان الزوجان لا يتوافقان مع رؤى بعضهما البعض حول أدوار ومسؤوليات كل منهما في الزواج ، وهذا قد يؤدي إلى صراعات وخلافات متكررة نهايتها الطلاق 

تحرر وتغير عقلية المرأة أبرز أسباب ازدياد ظاهرة الطلاق 

بالإضافة إلي المراهقة الأربعينية التي قد تعيشها الإناث من بعضهن في ظل الحراك الثقافي والاجتماعي وفك قيود الحريات الفكرية ، لما تعرضت له المرأة منذ ما كانت فتاة من التربية القهرية التي جعلت منها مراهقة أربعينية في زمن الحريات ، وهذا بدوره أحدث التجاوزات والصراعات و الرفض من وجه نظر المجتمع الذكوري بشكل واضح

القضية في حاجة مُلحة إلي الدراسات النفسية والإرشاد الاجتماعي وخبراء العلاقات الأسرية والأخصائيين في علم النفس الاجتماعي عن هذا الصدد بكفاءة عالية ،حيث الأسرة نواة المجتمع واستقرارها من استقراره الحتمي 

لنجد حالات الطلاق في ازدياد كظاهرة مخيفة قد تهدد مستقبل أجيال وتكسر صفو المجتمع خاصة المجتمعات الشرقية

بعكس المجتمعات الغربية التي يتم بها الطلاق أو الانفصال الزوجي بسهولة ويسر وسكون دون مشكلات أو تداعيات تربوية سلبية علي الابناء أو اللجوء إلي القضاء والمحاكم الأسرية كما يحدث بشكل استثنائي لدينا ، لذا فهل المجتمع المصري سيظل يدفع ضريبة ثمن الحريات ؟