شبكة أخبار مصر الأن : ENN
بكل فخر و إعتزاز : بوابة أخبار مصر الأولى

الهيدروجين الأخضر وبدائل الطاقة النظيفة: شمس المستقبل تشرق من مصر نحو عالم مستدام

الهيدروجين الأخضر وبدائل الطاقة النظيفة: شمس المستقبل تشرق من مصر نحو عالم مستدام

بقلم: د. أميرة سامي محمد طه

دكتوراه الفلسفة في العلوم البيئية – كلية الدراسات والبحوث البيئية – جامعة عين شمس
نشر بواسطة: شبكة أخبار مصر الآن

الهيدروجين الأخضر وبدائل الطاقة النظيفة: شمس المستقبل تشرق من مصر نحو عالم مستدام
الهيدروجين الأخضر وبدائل الطاقة النظيفة: شمس المستقبل تشرق من مصر نحو عالم مستدام

 

في ظل المتغيرات العالمية السريعة، ووسط تصاعد الأزمات البيئية والاقتصادية، لم يعد الحديث عن الهيدروجين الأخضر وبدائل الطاقة المتجددة ترفًا أو ترويجًا لأفكار مستقبلية بعيدة المنال، بل أصبح خيارًا استراتيجيًا لا غنى عنه.

وتأتي توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لتؤكد هذا التوجه بقوة، حيث شدد على أهمية التوسع في استخدام الطاقة المتجددة والبحث عن حلول مستدامة لصالح الأجيال القادمة، ضمن رؤية الدولة المصرية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

🌍 من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة: تحوّل لا مفر منه

الهيدروجين الأخضر وبدائل الطاقة النظيفة: شمس المستقبل تشرق من مصر نحو عالم مستدام
الهيدروجين الأخضر وبدائل الطاقة النظيفة: شمس المستقبل تشرق من مصر نحو عالم مستدام

 

اعتمدت الحضارة البشرية لعقود طويلة على مصادر الطاقة التقليدية مثل الفحم، النفط، والغاز الطبيعي. ورغم ما حققته هذه المصادر من تقدم صناعي وتقني، إلا أنها أصبحت اليوم السبب الرئيسي في التغير المناخي، وتلوث الهواء، وتهديد الموارد الطبيعية.

هنا يأتي التحول إلى بدائل الطاقة النظيفة، وفي مقدمتها الهيدروجين الأخضر، كضرورة وليست رفاهية. فالواقع البيئي والاقتصادي العالمي يفرض علينا إعادة التفكير في كيفية إنتاج واستهلاك الطاقة بشكل أكثر كفاءة واستدامة.

💡 ما هو الهيدروجين الأخضر؟

الهيدروجين الأخضر ليس مجرد مصدر جديد للطاقة، بل هو نقلة نوعية في مفاهيم إنتاجها.
يتم إنتاج هذا الوقود الواعد من خلال عملية تُعرف بـ التحليل الكهربائي للماء، باستخدام كهرباء ناتجة من مصادر متجددة 100% مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. والنتيجة؟ وقود نظيف تمامًا لا ينتج عنه أي انبعاثات كربونية.

بخلاف الهيدروجين الرمادي أو الأزرق، الذي يعتمد على الغاز الطبيعي ويخلّف انبعاثات ضارة، فإن الهيدروجين الأخضر هو الحل الحقيقي لتحقيق الحياد الكربوني وتقليل البصمة البيئية.

🇪🇬 مصر في قلب الثورة الخضراء

الهيدروجين الأخضر وبدائل الطاقة النظيفة: شمس المستقبل تشرق من مصر نحو عالم مستدام
الهيدروجين الأخضر وبدائل الطاقة النظيفة: شمس المستقبل تشرق من مصر نحو عالم مستدام

 

تسير مصر بخطى واثقة نحو التحول إلى مركز إقليمي لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.
وتُعد مصر من الدول ذات الموارد الهائلة في الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية المتوفرة أغلب أيام العام، وطاقة الرياح على سواحل البحر الأحمر.

وقد أعلنت الدولة بالفعل توقيع عدة مذكرات تفاهم مع شركات عالمية كبرى في هذا المجال، مما يعكس التزامها العملي بدعم مشاريع الطاقة النظيفة وتوطين التكنولوجيا الحديثة.

⚠️ لماذا الهيدروجين الأخضر هو رهان المستقبل؟

  1. إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة:
    مثل صناعة الحديد والصلب، الأسمنت، والأسمدة، التي تعد من أكبر الملوثين عالميًا.
    يمكن للهيدروجين الأخضر أن يكون وقودًا بديلاً فيها، ما يقلل من الانبعاثات الضارة.
  2. وقود النقل المستقبلي:
    من الشاحنات الثقيلة إلى السفن والطائرات، يمكن استخدام الهيدروجين لتشغيل هذه الوسائل بكفاءة وبدون انبعاثات كربونية.
  3. حل لمشكلة تخزين الطاقة المتجددة:
    يمكن استخدام الفائض من الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح لإنتاج الهيدروجين، وتخزينه لاستخدامه لاحقًا وقت الحاجة.
  4. تعزيز أمن الطاقة:
    يقلل الاعتماد على الهيدروجين الأخضر من استيراد الوقود الأحفوري، ويوفر استقلالًا للطاقة.

🌐 السياق الجيوسياسي والطاقة: فرصة في قلب الأزمة

في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتشابك التوترات الجيوسياسية مع الأزمات المناخية والموارد المتذبذبة، تظهر الطاقة الخضراء كحل بديل ذكي للصراع التقليدي.
فعوضًا عن سباقات التسلح والنزاعات الاقتصادية، يمكن توجيه الاستثمارات نحو تعاون إقليمي في مجال الطاقة النظيفة، ما يعزز الاستقرار والازدهار المشترك.

ولا يمكن تجاهل التهديدات المستمرة على استقرار أسواق الطاقة، مثل خطر غلق مضيق هرمز، أو حروب الغاز والتوترات بين قوى دولية مثل أمريكا وإيران، وتأثيرها المباشر على إمدادات الطاقة في دول مثل مصر.

من هنا تبرز أهمية التوجه إلى الطاقة المتجددة كخيار سيادي يعزز أمن الطاقة الوطني.

📉 التحديات التي تواجه الهيدروجين الأخضر

بالرغم من الإمكانات الهائلة، يواجه هذا القطاع بعض التحديات، منها:

  • ارتفاع تكلفة الإنتاج حاليًا مقارنة بالوقود التقليدي.
    ومع ذلك، تشير التوقعات إلى انخفاض التكلفة مع التوسع في الإنتاج وتطور التقنيات.
  • البنية التحتية:
    ما زال السوق في حاجة إلى إنشاء شبكات إنتاج وتخزين وتوزيع مناسبة للهيدروجين.

لكن هذه التحديات تُعد طبيعية في بداية كل ثورة صناعية أو تحول تكنولوجي ضخم. ومع دعم الدولة والقطاع الخاص، يمكن التغلب عليها بسرعة.

🔍 رؤية مصر المستقبلية للهيدروجين الأخضر

الهيدروجين الأخضر وبدائل الطاقة النظيفة: شمس المستقبل تشرق من مصر نحو عالم مستدام
الهيدروجين الأخضر وبدائل الطاقة النظيفة: شمس المستقبل تشرق من مصر نحو عالم مستدام

 

أكدت القيادة السياسية مرارًا أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التغيرات المناخية والتحديات البيئية.
ومن هنا جاء توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى:

  • دعم وتشجيع الاستثمارات في الطاقة النظيفة.
  • تعزيز الشراكة مع الشركات العالمية في مشروعات الهيدروجين الأخضر.
  • تأهيل البنية التحتية وموانئ التصدير.
  • دمج الطاقة المتجددة في القطاع الصناعي والنقل.

ويُعد مشروع “السخنة للهيدروجين الأخضر”، أحد أكبر المشروعات المرتقبة، خطوة حقيقية نحو تحقيق هذا التوجه.

🌱 الختام: هل نحن مستعدون لاحتضان الشمس الجديدة؟

لم تعد الطاقة النظيفة مجرد حلم أو خيارًا رفاهياً، بل أصبحت الضرورة الحتمية لمستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا.
ومع تصاعد الأزمات المناخية، واحتدام التنافس على الموارد، أصبح الهيدروجين الأخضر أحد أعمدة بقاء البشرية وتطورها.

تمتلك مصر جميع المقومات لتكون لاعبًا إقليميًا فاعلًا في هذا المجال:
موقع جغرافي مميز، طقس مشمس أغلب العام، إرادة سياسية، دعم دولي، وقوى بشرية مؤهلة.

فهل نحن مستعدون للاستثمار في هذه “الشمس الجديدة” التي تشرق على مستقبل الطاقة؟
الإجابة تكمن في سرعة التحرك، ووعي المواطن، وتكاتف القطاعين العام والخاص.

 

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد