شبكة أخبار مصر الأن : ENN
بكل فخر و إعتزاز : بوابة أخبار مصر الأولى

المتحف المصري الكبير.. عندما يتكلم الحجر وتنهض الذاكرة من جديد

المتحف المصري الكبير.. ميلاد حضاري جديد على أرض الفراعنة

المتحف المصري الكبير.. عندما يتكلم الحجر وتنهض الذاكرة من جديد

بقلم دكتورة مرفت عصر

بقلم دكتورة مرفت عصر
بقلم دكتورة مرفت عصر

تعود أنظار العالم مرة أخرى إلى مصر، موطن الحضارة التي صنعت أول حروف التاريخ، مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يُعد واحدًا من أضخم المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين. ليس الأمر مجرد افتتاح منشأة أثرية جديدة، بل هو حدث عالمي  يربط الماضي المتجذر بالحاضر المتجدد، ويعيد تقديم الهوية الحضارية المصرية في صورة حديثة تعكس قدرتها على البناء والصيانة والابتكار في آن واحد.

المتحف المصري الكبير.. ميلاد حضاري جديد على أرض الفراعنة

فكرة إنشاء المتحف.. حلم بدأ قبل أكثر من 20 عامًا

تعود فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير (GEM) إلى عام 2002 عندما أعلنت الدولة المصرية رغبتها في إقامة صرح ثقافي متكامل يكون قادرًا على استيعاب آلاف القطع الأثرية، بدلًا من حالة التكدس التي شهدها المتحف المصري بالتحرير لعقود طويلة. كان الهدف الأساسي هو حفظ التراث المصري وإعادة عرضه في بيئة علمية متخصصة تراعي أحدث أساليب العرض المتحفي وتقنيات حفظ الآثار.

 وفي عام 2003، بدأت أعمال التصميم والإنشاء بالقرب من هضبة الأهرامات، ليأتي الموقع متناسقًا تمامًا مع روح الحضارة المصرية، حيث تقف الأهرامات شامخة منذ أكثر من أربعة آلاف عام بجوار صرح جديد يعبر عن الحاضر.

المتحف لم يكن مشروعًا معماريًا فقط، بل كان مشروعًا وطنيًا شارك فيه علماء آثار، مهندسون، مصممون، وخبراء ترميم، ليخرج في صورة تليق بحضارة تعد الأكثر تأثيرًا في التاريخ الإنساني.

 متحف بحجم الحضارة.. تصميم عصري يليق بمصر

 يمتد المتحف المصري الكبير على مساحة تتجاوز نصف مليون متر مربع، ليكون بذلك أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم. ويستقبل الزوار من خلال بوابة ضخمة  تتقدمها ساحة واسعة يتوسطها تمثال رمسيس الثاني الذي نُقل في رحلة عالمية المتابعة من ميدان رمسيس إلى مقره الجديد.

المتحف المصري الكبير.. ميلاد حضاري جديد على أرض الفراعنة

يتضمن المتحف:

قاعات عرض متنوعة بتقنيات تفاعلية.

مركز ترميم هو الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط.

مكتبات وقاعات تعليمية مخصصة للدراسات التاريخية.

مناطق خدمية وترفيهية تستهدف جعل الزيارة تجربة يوم كامل.

أما الكنز الأكبر فهو تخصيص قاعات موسعة لعرض مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة والتي تضم أكثر من 5400 قطعة أثرية تمت ترميمها بعناية دقيقة.

المتحف المصري الكبير.. ميلاد حضاري جديد على أرض الفراعنة

أهمية افتتاح المتحف المصري الكبير محليًا وعالميًا

يمثل افتتاح المتحف حدثًا عالميًا له تأثير مباشر على عدة مستويات:

1- تعزيز السياحة

من المتوقع أن يصبح المتحف نقطة جذب رئيسية، مما يساهم في زيادة أعداد السياح ورفع معدلات الإشغال الفندقي بمنطقة الجيزة والقاهرة الكبرى.

  2-دعم الاقتصاد الوطني

السياحة تُعد من أهم مصادر الدخل لمصر، والمتحف يمثل رافدًا اقتصاديًا مهمًا، بالإضافة إلى توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.

3-الحفاظ على الهوية

المتحف يعيد تقديم الحضارة المصرية بأسلوب علمي حديث، ويعزز الوعي الثقافي لدى الأجيال الجديدة.

4-وضع مصر في مركز البحث العلمي الأثري

وجود معامل ترميم ومراكز بحث داخل المتحف يمنح مصر موقعًا قياديًا في مجال دراسات الآثار وصيانتها على المستوى الدولي.

المتحف المصري الكبير.. ميلاد حضاري جديد على أرض الفراعنة

 فى النهاية

 المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى أو مشروع معماري ضخم، بل هو تجسيد حي لروح أمة تعرف قيمة تراثها وتفخر به وتسعى إلى تقديمه للعالم بطرق حديثة ومبتكرة. إنه دعوة مفتوحة للعالم لقراءة التاريخ من منبعه الأصلي، من أرض الفراعنة، حيث لا تزال الحجارة تنطق، والآثار تروي، والذاكرة لا تموت.

 ومع اقتراب موعد الافتتاح، يبدو السؤال الأبرز:

هل نحن على موعد مع لحظة تعيد رسم خريطة السياحة والثقافة في العالم؟

الإجابة تأتي من مصر، دائمًا كما عهدها العالم:

حاضرة، شامخة، وصانعة للتاريخ.

تساؤلات :-

ومع اقتراب لحظة الافتتاح الرسمي، تتصاعد الأسئلة في الأوساط الثقافية والسياحية والعالمية:

* كيف سيغيّر المتحف المصري الكبير خريطة السياحة في مصر؟

* وهل ستستعيد القاهرة مكانتها كعاصمة المتاحف العالمية؟

* ما حجم الإقبال المتوقع من الزوار والوفود الدولية؟

* وكيف ستسهم تجربة العرض المتحفي الجديدة في جذب الأطفال والشباب وتغيير نظرتهم للتاريخ؟

* وهل يمكن أن يصبح المتحف منصة لتعاون دولي في مجالات البحث والترميم؟

* وما الدور الذي سيلعبه في تعزيز الهوية الثقافية لدى الأجيال القادمة؟

 هذه الأسئلة ليست مجرد استفسارات، بل هي مؤشرات لما سيأتي ودليل على أن العالم يقف في انتظار حدث يتجاوز حدود الجغرافيا، ويعيد تقديم مصر باعتبارها قلب الحضارة الإنسانية.

 

 

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد