الدم لا يزال يسيل في غزة: الاحتلال يرتكب مذابح متواصلة والمقاومة ترد.. ومصر في قلب المشهد” 20ابريل 2025
“الدم لا يزال يسيل في غزة: الاحتلال يرتكب مذابح متواصلة والمقاومة ترد.. ومصر في قلب المشهد” 20ابريل 2025
متابعة: منة عيسى خميس
لا تزال غزة تنزف تحت وابل القصف الإسرائيلي المكثف، الذي لم يفرق بين طفل وامرأة أو منزل ومستشفى.
خلال الأيام الثلاثة الماضية، استشهد أكثر من 110 فلسطينيين، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، في قصف وصفه الأهالي بـ”الانتقامي والجنوني”، طال كل ما يمكن أن يُستهدف من حياة في القطاع المحاصر.
السكان لا يجدون مأمنًا من نيران الاحتلال، حيث استُهدفت منازلهم وهم نيام، ومدارس لجؤوا إليها بعد أن فقدوا بيوتهم.
داخل حي الشجاعية، كان أحد المشاهد التي لن تُنسى، حين عُثر على أمٍ تحتضن طفلها جثةً تحت الركام.
في حي الزيتون، تم انتشال أكثر من 15 شهيدًا من تحت أنقاض منزل واحد فقط.
رجال الدفاع المدني يعملون بأيدٍ شبه خالية من الإمكانيات، وسط انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية بعد خروج عدد من المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة.

“الدم لا يزال يسيل في غزة: الاحتلال يرتكب مذابح متواصلة والمقاومة ترد.. ومصر في قلب المشهد” 20ابريل 2025
الأطقم الطبية تعمل لساعات طويلة دون توقف، دون كهرباء أو وقود أو حتى مسكنات، في مشهد أقرب ما يكون إلى مجازر جماعية تتم تحت صمت دولي مشين.
وعلى الجبهة المقابلة، لم تصمت المقاومة.
فقد أعلنت كتائب القسام عن تنفيذ سلسلة كمائن متقنة لقوات الاحتلال في مناطق شرق بيت حانون وحي التفاح، تم خلالها تفجير عبوات ناسفة واستهداف الجنود بشكل مباشر.
كما أكدت سرايا القدس استهداف نقاط عسكرية بصواريخ محلية الصنع، مشيرة إلى أن الرد سيستمر ما دام العدوان مستمرًا.

اعتراف الجيش الإسرائيلي بسقوط قتلى وجرحى في صفوفه يؤكد فشل محاولاته في فرض السيطرة على الأرض، رغم استخدامه للقوة المفرطة.
وفي الوقت الذي تشتد فيه النيران، تلعب مصر دورًا محوريًا على خط التهدئة، حيث تواصلت لقاءات مكثفة مع الفصائل الفلسطينية، ونقلت مقترحات وقف إطلاق نار مشروطة للطرفين.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن القاهرة رفضت بشكل قاطع المقترح الإسرائيلي المتعلق بنزع سلاح المقاومة، واعتبرته “غير واقعي ولا يمكن تطبيقه”.
كما واصلت مصر إدخال المساعدات من معبر رفح رغم المخاطر، وتمكنت من إجلاء عدد من المصابين لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية.

“الدم لا يزال يسيل في غزة: الاحتلال يرتكب مذابح متواصلة والمقاومة ترد.. ومصر في قلب المشهد” 20ابريل 2025
وعلى الرغم من المحاولات المستمرة من جانب الاحتلال لتهجير سكان غزة، إلا أن غزة صمدت ببطولة أمام هذه المحاولات، حيث توافدت العائلات من مناطق مختلفة للعيش في الأحياء الأكثر أمانًا، ولكن هذه الأحياء أيضًا لم تسلم من القصف الوحشي.
المجتمع الدولي، الذي يتابع الأحداث عن كثب، لا يزال يكتفي بالتنديد.
في حين تواصل الولايات المتحدة عرقلة أي قرار في مجلس الأمن من شأنه فرض هدنة إنسانية، ويبقى السؤال عن الضمير العالمي الذي يغض الطرف عن جريمة العصر المستمرة.
طفلة صغيرة تُدعى حنين، تبلغ من العمر تسع سنوات، قالت وهي تبكي: “أنا مش عارفة ليه بيعملوا فينا كده.. إحنا مش إرهابيين، إحنا أطفال عايزين نعيش بس”.
شهادات مثل هذه تختصر حجم المأساة التي يعيشها شعب بأكمله تحت وطأة الحصار والموت.
بينما تواصل مصر سعيها لإيجاد حلول دبلوماسية للحد من التصعيد، فإن الساحة السياسية الدولية تشهد ضغوطًا شديدة على الجميع.

في الوقت الذي يطالب فيه الاتحاد الأوروبي بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، ترفض بعض الأطراف الدولية اتخاذ خطوات عملية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ما يحدث في غزة لا يشبه أي صراع آخر، فهو ليس صراعًا على الأرض فقط، بل هو صراع على الكرامة والإنسانية.
وفي قلب كل هذه المعركة، تبقى غزة رمزًا لصمود شعب يؤمن بحقوقه في الحياة والحرية.
ورغم هذا كله، تبقى غزة صامدة، تقاتل، وتحمل راية البقاء نيابة عن أمة بأكملها.

تستمر المقاومة في تفعيل معركتها بكل أوجهها، وتظل مصر في قلب المشهد الدبلوماسي تسعى لتجنب مزيد من التصعيد، بينما يسقط المزيد من الشهداء في غزة.
لا تزال غزة تتحمل عبءًا ثقيلًا من الألم، ولكنها تقاوم بمستوى أعلى من الصمود، مُؤمنة أن النهاية قادمة.
التعليقات مغلقة.