ليالينا في رمضان.. ذكريات محفورة لا تُنسي
الكاتب / جوزيف سعد
منذ الطفولة و يبقي الشوق إلي رمضان كل عام في لهفه إنتظاره ، ذكريات حفرت في اعماقنا وصور حفظت بعيوننا ، وحنين عظيم دام في داخلنا ، و الأشواق باتت واضحة بكلماتنا عن قدومه، ننتظره كلقاء الرسام بلوحته واحتضان الأم بأولادها ، عيوننا تلمع بليالي سحوره وقلوبنا تصفو بصيام نهاره ، يأتي إلينا كي يكسر حالة الملل الاجتماعي والفتور الروحي وتجديد الطاقات .
في طلته الغني ينال سرور العطاء ، والفقير يشعر بأن الدنيا مازالت بخير ، جمال الأحساس ، نقاء النوايا ، قوة الإيمان ، سحر الألفة والصداقة ، ساعاته وايامه سريعة القدوم والترحال كعادته من زمان .
ليالينا في رمضان أحداث وذكريات محفورة في أعماق كل فرد علي حده ، مباهج لا تنسي ، خير لا ينتهي ، فضل من الخالق يفيض إلي عباده وإلي كل البشر ، رسالة ود و تواضع ، وحالة روحية خاصة
تكسو شوارعنا ببهجته ، تلهو الاطفال في رحبه ، طاقة نور تملأ بيوتنا و علي مائدته تزيح الخصوم وفي تلاواته تصفو القلوب ، شهر رمضان بقدومه قد يصبح مسار فارق في حياة البعض في سلوكيات واهداف واتجاهات نحو التقويم والإيجاب ، لينطلق الإنسان من جديد في صفحة بيضاء من حياة تسودها السكينة والاستقرار والإصرار
ليالينا في رمضان .. ذكريات محفورة لا تُنسي
شهر بحالة وجدانية اجتماعية خاصة في مصر ولكل المصريبن “مسلمين” و أيضا أقباط وجميع انحاء الوطن العربي ، لنعيش جميعاً في كرم أحتواءه ولطف وجمال سحر ليلاه ونهار أيامه في صدق الدعوات و في كثرة الخيرات وروعة المحبة والعطاء ونقاء الوجدان
ما أجمل أن تعيش السحور وسط النجوم تروي ظمأ روحك وتشبع طاقة العقل بخيالك ، تلتقي بأعز الناس و تتحدث مع أغلي الحبايب تحكي وتتحاكي وتزهو الليالي بمرور الأيام وتدون الذكريات في ليالي رمضان
تبتهج الأذن وتشرح النفوس بالأغاني وقصائد الترحيب بقدوم الشهر الحبيب ، وسط لهف واشياق علي استعداد غير معتاد يشع النور والسرور بين الأسر والأهالي والأحباب وبين الدروب والحواري والأزقة فأعتادت حواسنا علي المظاهر السلوكية الرمضانية الجميلة في مصر ، بدءاً من رسائل وأغاني الترحيب بقدومه وأحتفالات الزينة وساعة الفطور ولمه السحور وموائد الرحمن وصوت المدفع وقت السكون ، وتلاوة الصلوات ، والفن والفنون وروايات المسلسلات ليكون أبرز شهور السنة في بلادنا علي مستوي الرقي الفني والشكل الحضاري ، وصدق الإيمان دون رياء
ليالي رمضان في مصر ذكريات لا تنسي وألفه لا تتكرر ، له بريق خاص وإطار فريد في حياتنا الاجتماعية والإعلامية، لتظهر الفنون الشعبية الأصيلة والأعمال الإبداعية وتُبرز المواهب والقدرات الناجحة
لحظات عائلية وأسرية سعيدة في أجواء رمضانية بهيجة لها سحر خاص بروح دافئة، ومواقف صداقة لا تسقط ابداً ، تفاعل واتصال إنساني يزيد من الترابط الاجتماعي و صلابته بين الطبقات المتنوعة للمجتمع والتلاحم الأسري والعائلي المتناغم
في طلته وقدومه تزول الخلافات والخصومات والنزاعات .. فهيا بنا من جديد في عهد من التسامح والمحبة والود والوفاق والأتفاق ، لنحيا بالإنسانية والأخلاق في شهر مكارم الأخلاق ، نزرع الخير وننزع الشر ونسبح الخالق بحسن أعمالنا وطيبة أفعالنا ونقاء نوايانا ، وبذلك ننال صدق اللسان وعذوبه الكلمات وسكينة الأفكار وأستقرار أغوار الوجدان
ليالينا في رمضان .. ذكريات محفورة لا تُنسي
بقدوم الشهر الكريم تتحقق الصحة النفسية والأتزان الوجداني والسلام النفسي لكثير من الأفراد ، في تعزيز الدافع والأمل وتكوين الاتجاهات لديهم في تحقيق الذات وفي انجاز المهام والإنتاج وتغيير النمط الروتيني من الحياة ، فأجعل من الشهر الكريم فرصة للتغيير للأفضل كما حدث ويحدث مع كثيرين، فأجعله برنامج في تعديل وتقويم الذات «روحياً نفسياً» وفي المكون الاجتماعي للشخصية والجانب العقلي المعرفي لها ، وايضا الجانب الجسدي ، في وحدة متكاملة للأرتقاء بمكنون الشخصية ككل ، ولا تجعل شهر رمضان يمر عليك مرور الكرام دون الإستفادة والإفادة والتقويم والتدريب
كل عام ونحن طيبين جميعاً بخير وسلام وآمنين في بلادنا الحبيبة مصر في دعوة خالصة من القلب وصدق النداء إلي الخالق ، لدوام السلام والاستقرار والفرحة والسرور لنا وإلي الأهالي والأخوات والأطفال في فلسطين وجميع دول أنحاء القطر العربي والعالم أجمع .