جوزيف سعد .. انطلاق الفكر العلماني من رحم المجتمع الديني له تداعياته النفسية وتحدياته الاجتماعية
– بقلم الكاتب .. جوزيف سعد
– العلمانية نظام اجتماعي يحترم حرية الاتجاهات وفق فلسفة الأخلاق ونظريات التطور الفكري
– الاتجاه العلماني نظام قيمي وسلوكي يستند إلي العلوم الإنسانية والاجتماعية والبحث العلمي في إدارة الحياة
– ازدهار المجتمعات وتقدمها علي الساحة العالمية بأتباعها للأنظمة العلمانية
– حرية الأعتقاد والاعتناق في ضوء فلسفة الأخلاق
– فكر الماضي لا يناسب الحاضر ولم يبني المستقبل في ظل طفرات المعرفة التكنولوجية
– العلمانية تحوي ثقافة اختلاف التعدد المذهبي والأيديولوجي الذي يعاني منه العالم العربي
– التوافقية العلمانية هي ترميم الموروثات الفكرية والدينية للحفاظ عليها بصورة عصرية
– الاتجاه العلماني ينادي بفصل الدين عن اتجاهات الدولة ، ويؤكد أن الإيمان لا يمكن نزعه عن قلوب المواطنين
– المرونة الدينية مظهر من أشكال تأثير الاتجاه العلماني علي الفكر الاجتماعي
– المرونة الدينية سند لهيكله وصياغة الاتجاهات العلمانية في المجتمع المصري
– علمانية الشعب المصري محاولة طائشة و عابثة ولكنها علي الطريق الصحيح
– المجتمع المصري تخطي مرحلة التنويم الاجتماعي
– حتمية المجتمع المصري إلي الاتجاهات العلمانية في المستقبل القريب ، يرجع إلي واقع نمط الفكر التجريدي للشباب والاجيال الصاعدة
– مرحلة انتقال المجتمعات من فكر إلي فكر آخر ، أشبه بالولادة العسيرة
يبدو لك أن العالم قد تغير من حولك واصبحت النفوس علي غير عهد سابق ، وأن القيم والأخلاق قد تلونت بأفكار أخري وأن الحياة أستبدلت بأدوات قياس وأسس معايير مختلفة ، و يكاد يكون شعورك بأنه قد أقترب يوم القيامة.. فلا تقلق فأنت في مرحلة الإنتقال الفكري للمجتمعات
اللغط الثقافي والتخبط بين تفسيرات مصطلحات المفاهيم والأنظمة الاجتماعية وفي طريقة صياغتها، سائد بين اوساط المجتمع المصري مابين بسطاء الفكر وضعفاء الثقافة والاتجاهات الغير وطنية في تشويه وتزييف المفاهيم وقولبة النظم والرؤي الفلسفية المطلوبة لواقع العصر إلي نحو زائف وغير لائق ، وواقع الحقيقة التي لا نستطيع تجاهلها ، أن هناك اتجاه حقيقي وتيار ملموس من قِبل الكثير من الشعب المصري والعربي في خوض تجربة «علمانية الفكر» وما أستشعرت به فصائل فكرية متعددة بالحدس الثقافي والحضاري بالحرية وتحقيق الذات و بالمواطنة والمساواة والعدالة الاجتماعية وحرية الاعتناق والأعتقاد والتدين كحق من حقوق الوجود الإنساني في الحياة للتعبير عن ذات المواطن ، وفصل أي فصيل ديني عن المشهد السياسي الداخلي أو الخارجي للبلاد ، وهذا ما بدأت تظهر ملامحه بقوة علي أجيال الشباب الصاعدة والاتجاهات الفكرية لكثير من نخبة الثقافة والعلم والتعليم في المجتمع المصري والمنطقة الجغرافية المحيطة
العلمانية تفسر تطلعات المجتمع بما لديه من أفكار وليس بما لديها من أفكار تختلف عن مجتمع إلي أخر ، فهي لا تحتكر الإنسانية في شئ ، كما يفعله الجمود الديني كمفهوم خاطئ عن التدين داخل المجتمع ، فالقيم الدينية هي سند تربوي لعلمانية المجتمع ومرونتها هي فلتر شوائب أفكاره التي عليه طرحها وعلينا سمعها ونقاشها بما لائق أو لايليق ، وخطورة المرحلة الفكرية للأجيال الصاعدة في تكوين الشخصية الاجتماعية للشاب من خلال قبول أو ورفض القيم والمعايير الثابتة ، والمرونة الدينية والتوافقية العلمانية ضرورة تربوية واجتماعية هنا في أستجابة القيم والمعايير الثابتة للواقع المتغير ، فالعلمانية مفهوم واسع غير مألوف علي ثقافة مجتمعنا والمرونة الدينية ضرورة لرسم صياغته في تحقيق التقدم والاستقرار والضبط الاجتماعي
جوزيف سعد .. انطلاق الفكر العلماني من رحم المجتمع الديني له تداعياته النفسية وتحدياته الاجتماعية
الإتجاه العلماني ليس ضد التدين ولكنه ضد الفكرة الخاطئة من التدين ، فهو يسعي وينادي الاتجاهات الدينية بالمحتوي المؤثر والفعال في تنمية السلوك الإنساني لرقي المجتمع و تحضره في مواكبة الزمن وسباقه للبحث العلمي في تفسير الظواهر والمشكلات، فهو يرجع تفسيرات وتحليلات الظواهر لمناهج وتجارب وبحوث علمية حديثة ملموسة وليس إلي مراجع غيبية موروثة أو عن أصوليات لحقبة زمنية غير قابلة للمرونة في الأداء الفكري في حل المشكلات أو في تجنب المشكلات المواتية لمتغيرات العصر الجيلي
عوامل ساعدت علي تكوين الاتجاه العلماني داخل العقل المصري و العربي
– ثورات الربيع العربي
– الثورة الفكرية والصحوة الثقافية
– الفضاء التكنولوجي المعرفي
– شوائب التراث الفكري والجمود الديني
– تعدد أحداث الطائفية والتعصب والعنصرية
– أستمرار التوتر السياسي في المنطقة العربية
– حرية التعبير والاتجاهات علي السوشيال ميديا
– العاطفة الاجتماعية التي تكونت بفعل وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت
– تدني حقوق المرأة المصرية و العربية
– بوادر تأثير العقلية الجيلية الجديدة ” نسخة غير متماثلة عن ماسبق من أجيال”
– التأثر بالتيارات الثقافية في العالم الغربي وتقدمه
ما نشاهده ونلتمسه من تغيرات ثقافية وهدم لموروثات أجتماعية وتباين أخلاقي و فجوات فكرية ومشكلات لظواهر اجتماعية ونفسية في المجتمع المصري ، هي أعراض جانبية عن التدرج إلي الاتجاه العلماني من قبل المجتمع علي نحو غامض وغير محدد في صياغه أهدافه دون وعي وعلم و إرشاد ، فأنتقال المجتمعات من فكر إلي فكر له تحدياته ومشاكله وظواهرة الجديدة التي لم تكن موجودة في عهد فكري سابق ، و نشوء الإتجاه العلماني من رحم المجتمع الديني أدي إلي هذا التضارب الفكري واللغط الثقافي وبروز الظواهر الاجتماعية التي قد تبدو غير مألوفة علي مجتمعنا كأعراض جانبية عن الإنتقال التدريجي من نمط فكري إلي نمط أخر ومن أبرز تلك الظواهر saide effectes
– تحرر وتغير سيكولوجية وعقلية المرأة
– أحتداد الصراع الفكري بين الرجل والمرأة
– الفجوة الفكرية بين الأجيال
– الصراع العلماني الديني وتداعياته الفكرية
– تضارب القيم وصراعها
– تخطي المجتمع مرحلة التنويم الاجتماعي عن عادات وقيم و موروثات
– إزدياد حالات الطلاق ، وتأخر سن الزواج
– المشاكل الأسرية وتفككها
– إنتشار ظاهرة الإلحاد
– الاغتراب النفسي والضجر الاجتماعي
– كثرة الاضطربات النفسية و مشكلات الظواهر الاجتماعية خاصة الشباب
– زيادة الإقبال علي العيادات النفسية ومراكز الاستشارات السلوكية
أنتقال المجتمعات من فكر إلي فكر أشبه بالولادة العسيرة ، فتبدو الظواهر والأعراض السابق ذكرها هي نتيجة إقتلاع المجتمع من القناع الفكري العتيق ومحاولته في أرتداء ثوبه الفكري الجديد في حالة من الأرتباك و العشوائية في الفكر وبالتالي في السلوك الفردي والاجتماعي ، مثلما تقوم الأفعي بالانسلاخ من جلدها في عملية صعبة وشاقة لضرورة الدافع والحاجة إلي النمو والحياة بشكل أقوي وافضل ، وهكذا تقوم ايضا المجتمعات في أطوار نموها وتطورها الفكري وحاجتها إلي التغير والتجديد بالأنسلاخ من عادات وتقاليد موروثاتها الفكرية وفق المتغيرات البيئية المطلوبة ، لذا يبدو الاتجاه المجتمعي نحو غوض تجربة العلمانية في الفكر والأداء في جميع المجالات والاتجاهات واضح وبارز دون الرجوع لسابق زمني من الفكر الموروث، ولكنه تحول وانسلاخ عشوائي دون وعي وإرشاد نفسي واجتماعي لواقعية التغيير ، فيبدو الاتجاه العلماني من جهه المجتمع المصري محاولة عابثة وطائشة ولكنها علي الطريق الصحيح
جوزيف سعد .. انطلاق الفكر العلماني من رحم المجتمع الديني له تداعياته النفسية وتحدياته الاجتماعية
دون خارطة طريق من الوعي والدراسة والاستناد بالبحوث السيكوسوسيولوجية “العلوم الإنسانية والاجتماعية” والنظريات الفلسفية التي تنير العقل الجمعي في مرحلة انتقال الفكر الإنساني للمجتمعات، تظهر حالة من اللغط والتخبط الاجتماعي إلي حين إشعار أخر في سير الانتقال التدريجي للعلمانية داخل المجتمع علي حسب مقدار الوعي الثقافي والتعليمي والإعلامي لافراده و جماعاته ، والأخد بأحدث البحوث والنظريات في المجالات الإنسانية والسلوكية في تطور الفكر وتحول المجتمعات من واقع علم الاجتماع والدراسات الفلسفية
– ضرورية المرونة الدينية مع التوافقية العلمانية هي شعار المرحلة الفكرية الآن داخل المجتمع المصري والعالم العربي
– حتمية المجتمع المصري إلي الاتجاهات العلمانية في المستقبل القريب ، يرجع إلي واقع نمط الفكر التجريدي للشباب والاجيال الصاعدة
– الفكر العلماني ينادي بالنظر إلي أحدث نظريات وبحوث العلوم السيكوسوسيولوجية في تشريع الدستور و سن القوانين وأوضاع الاحوال الشخصية والرؤي السياسية
– الاتجاه العلماني للمجتمع المصري يميل إلي نماذج دول جنوب أوروبا
يستطيع أن يحوي المخزون الثقافي الحضاري و الفطري لمصر تناوله في التعامل مع تلك القضية الفكرية والاجتماعية من صراع الاتجاهين العلماني والديني معاً داخل نفوس وعقول المصريين ، وذلك في إطار الإنسانية و في مسار فلسفة القيم المشتركة والأخلاق و الأحتواء السياسي لصالح الوطن والمواطنين ليجمع بهم في نموذج توافقي جيد ورائع تحت رعاية نخبة المصريبن من الأدباء والكتاب والسياسيين والفلاسفة المفكرين والباحثين والإعلاميين والتربويين “الوطنيين” ورجال الدين “المعتدلين” علي استقرار المجتمع وتحقيق الحرية والمواطنة والوحدة والمساواة والعدالة والإجماع علي أسم مصر في الأولوية والصدارة والوصول إلي أفضل نمط فكري ونموذج علماني توافقي .