إبراهيم فياض يكتب التعليم هو التاج الحقيقي لتقدم الشعوب

التعليم هو التاج الحقيقي لتقدم الشعوب

بقلم/ الكاتب الصحفي إبراهيم فياض

إبراهيم فياض

 

كان المتعلم المصري أغلي ثروات مصر، وكان دائما يتصدر المشهد ويجد أمامه كل فرص الأنطلاق

 

والتقدير والمكانة. لم يكن المثقف فقط من حصل علي الشهادات العليا،ولكن كل انسان تميز في

التعليم

مجاله كان مثقفا يتمتع بمكانه خاصة بين الناس، كان أستاذ الجامعة مثقفا ،وكان المدرس والطبيب والقاضي والفنان والعالم مثقفا،

وكان المجتمع يضع المثقف في مكانة خاصة،لم يكن غنيا ولكنه كان مكتفيا وقانعا،ولم يكن صاحب سلطة أو نفوذ،ولكن كانت له هيبة العالم و وقار المجتهد .

رغم أن مصر لم تكن دولة غنية بالمال،فانها كانت غنية بالرقي والكرامة،وكان العالم ينظر إلي مصر كدولة متحضرة وشعب مبدع،وكل من هبط علي أرضها أحب فيها الشموخ والأعتزاز بالوطن، عندما خربت الحرب العالمية الثانية أوروبا،هاجر الملايين من شعوبها الي مصر طلبا للأمن والحماية،

التعليم هو التاج الحقيقي لتقدم الشعوب

ولايوجد مثقف عربي كبير الا وعبر من بوابة مصر كاتبا أو معلما أو طبيبا في العالم العربي ،تجد الأجيال القديمة تتحدث عن دور مصر في نهضة الشعوب العربية ثقافة وتعليما وصحة وبناء ،حتي العامل المصري الذي شيد وأبدع في هذة الدول كان مثار تقدير وعرفان من شعوبها،

كان هذا حال الثقافة المصرية حين أضاءت العقل العربي ،حتي في سنوات الأحتلال والتبعية                                                                   

كانت مصر هي التي قدمت دروس الوطنية والدفاع عن حرية الإنسان وكرامتة،وقدم المثقف المصري أروع الدروس لشعوب الأمة العربية في تحرير إرادتها كانت هذه مصر الثقافة التي أبدعت وعلمت واستحقت الريادة

التعليم هو التاج الحقيقي لتقدم الشعوب

وقد قدمت للعالم نمازج فريدة في الأبداع والرقي والتميز،ومنذ تراجع دور المثقف المصري في وطنه،انعكس ذلك علي دورة خارج حدود ،لقد تراجع هذا الدور اجتماعيا فلم يعد في صدارة المشهد كما كان،فلم تعد الثقافة درة مصر وتاجها،وأنزوي كل أصحاب الفكر والرؤي بعيدا لم يعد المجتمع يقدر دورهم ،

فلم يعد الكاتب مطلوبا كصاحب رأي ،ولم يعد الطبيب مهيبا كصاحب رسالة،ولم يعد المدرس رسول المعرفة،سقطت رموز كثيرة حتي المجتمع لم يعد يعطي هذة الرموز حقها من التقدير والهيبة،كانت النتيجة أن انسحب صاحب الكلمات ،وهاجر الطبيب ،وجلس المدرس في بيته للدروس الخصوصية،وانزوي استاذ الجامعة بعد أن رأي الألاف حوله من حمله الدكتوراة بلا عمل.

التعليم هو التاج الحقيقي لتقدم الشعوب

ظهرت فئات وجماعات أخري تصدرت المشهد،ودفعت أهل الفكر والثقافة الي أخر الصفوف،وفرضت علي المجتمع كله واقعا جديدا، لم يعد الفكر صاحب الكلمة،

ولكن المال سيد الجميع، وسط هذا المناخ،اختفت رموز الابداع الحقيقي،وسادت أشباح من الغوغائية أفسدت أذواق الناس وشوهت عقولهم ،فسادت في الدين موجات التطرف والفكر المريضة ،وفقد الذوق المصري أهم مقومات الترفع والرقي فية،وفقد العقل المصري أهم ثوابته في الموضوعية والحوار.                                                     

وقبل هذا كلة فقدت مصر اهم عناصر وجودها ودورها،وهو المثقف المصري،ان الأسباب واضحة وليست في حاجة إلي اجتهادات كثيرة،لابد أن تعود الثقافة الي صدارة المشهد، وأن يستعيد المثقف دورة فكرا ومشاركة وانجازا،وأن نستعيد إيماننا القديم بدور الثقافة وأنها تاج مصر الحقيقي.

التعليم هو التاج الحقيقي لتقدم الشعوب

                                                   

كانت الثقافة تاج مصر الحقيقي،رموزا وابداعا ودورا، أن مصر هي التي خرج منها نجيب محفوظ، والدكتور زويل، وجمال حمدان ، وعباس العقاد،والدكتور طه حسين،وتوفيق الحكيم،واحمد رامي،واحمد شوقي ،وحافظ ابراهيم، محمد هيكل ،مصطفي امين،وأنيس منصور،ود مجدي يعقوب ،صلاح عبدالصبور،وامل دنقل،واحمد عبدالمعطي حجازي ،ويوسف ادريس،ويحيي حقي،عبدالرحمن الشرقاوي،د زكي نجيب محمود،ثروت أباظه،د بنت الشاطئ الخ،وعشرات المبدعين وأصحاب الفكر والعلماء ،

ولم يكن هذا الإشعاع مقصورا علي شعبها فحسب،ولكنه امتد الي الملايين التي شاركت مصر في هذا المناخ الفريد،كانت رموز الثقافة المصرية اعلاما في كل عاصمة عربية،كانت شموع مصر تضئ أينما وجدت رموزها ومبدعوها،منذ تراجعت المسيرة ،وجدنا من ينتقد ومن يشكك، أن فكر الدولة المصرية لابد أن يعود إلي مسارة ويضع الثقافة في مقدمة أولوياتةابداعا وزوقا وفكرا وريادة.                   

هذة مصر التي عرفناها ،وينبغي الا تفرط في دورها ومسؤليتها،ان المثقف المصري،ايا كان موقعه واختصاصه،يمثل أهم وأغني ثروات مصر التي ينبغي أن تحرص عليها وتوفر له الدور الذي يستحقه والحياة الكريمة التي تمنحه كل فرص الابداع والتقدم،

وقد جاء الوقت لأن تتخلص الثقافة المصرية من شوائب كثيرة لحقت بها،فافسدت الأذواق وشوهت لغه الحوار،وأدخلت علي الشارع المصري لغه غريبة تتنافي مع كل ثوابته المصرية الأصيلة في السلوك والأخلاق لمصرنا الحبيبة

إبراهيم فياضالتعليمالثقافة المصريةالحرب العالميةمصر