أيقونة المرأة المصرية “فاطمة ناعوت” في حوار ثري وعميق مع شبكة أخبار مصر الآن – Enn
حوار خاص .. شبكة أخبار مصر الآن
مع الشاعرة و الكاتبة الصحفية الكبيرة
فاطمة ناعوت
.
سيرة الكفاح الصحفي من أجل تكريس حقوق المواطنة
الشاعرة والأديبة : فاطمة ناعوت
مفكرة وكاتبة صحفية ومهندسة معمارية بحكم الدراسة، وهي غنية عن التعريف. إمراة تجمع في عشقها ما بين الفن الراقي والكتابة والأدب والشعر، تتلاقي كل هذة المهارات جميعُها في القلب والعقل قبل العين.
حيث أن مهنة الصحافة لديها ليست إلا هدف سامى ورسالةً إنسانية من أجل نهوض الوطن وإثراء العقل الجمعي والاشتباك مع قضاياه الإشكالية المزمنة، مثل العدالة وحقوق المواطنة وإعلاء شأن المرأة.
شغفها الدائم كما تقول دائمًا هو من أجل نشر القيم : “الحق والخير والجمال”.
القلم بين يديها لا يخشي الموات ، وكلماتها تغرد كالطير في سماء صحافة مصر.
إنتاج أدبي وفلسفي متجدد ، عبر ما قدمته في مسيرتها الحافلة من المؤلفات والترجمات المؤثرة في الحراك الثقافي والأدبي داخل المجتمع المصري والقطر العربي
– وكان لشبكة “أخبار مصر الآن” – Enn فرصةُ الحوار معها ومناقشة أفكارها ، لنستكشف معًا أهم أفكارها الأدبية والصحفية والقضايا الفكرية التي تشغلها عن هذا الحوار :-
_ وطن بلا صحافة كجسد بلا عقل ، ولا يهاب الكاتب أحداً إلا ضميره .
_ أكتب في الشعر عن المستحيل الذي لن يتحقق ، وفي الصحافة أكتب الواقع الذي أرجوه و أؤمن بتحقيقه .
_ مرجعي الأساس .. أن لا أتسبب في دموع إنسان .
_ المواطنة حقٌّ لكل مواطن دون النظر إلى عقيدته ، وأما العقيدة فهي شأنٌ بين الإنسان وربه لا يجوز لأحد التدخل فيها .
حوار شبكة أخبار مصر الآن – Enn
في البداية ..
– ” فاطمة ناعوت” كاتبة وأديبة وطنية من طراز فريد – ماذا تعني مصر بوجدانك ؟
مصرُ بالنسبة لي هي “السَّكن” بالمعنى الفلسفي والوجودي الدافئ للكلمة. السكن والسكينة والحضن والاطمئنان. تجولتُ بين ربوع المعمورة وزرتُ معظم بلدان العالم، خلال مؤتمرات فكرية ومهرجانات أدبية، ولكنني لم أتنفس الحياة إلا عبر نسيم مصر، ولم تمتلئ رئتاي إلا بشذى أكسجين الوطن. ولهذا رفضتُ عروضًا مغرية للهجرة والعمل خارج مصر، لأنني قد أحصد هناك المال والشهرة والحياة الرغدة، وربما الأمان من السخافات والملاحقات القضائية الكيدية التي تطاردني بكل أسف في وطني من المهووسين والمتطرفين، لكنني بكل تأكيد لن أتنفس خارج وطني: مصر.
– للصحافة أثر بالغ في حياة فاطمة ناعوت – كيف ترين ذلك ؟
الصحافة بالنسبة لي هي رحلة “الكفاح” من أجل القيم التي أؤمن بها منذ طفولتي وأجهد كل الجهد من أجل شهادتها قبل رحيلي عن هذا العالم. وهي قيم العدالة والحق والخير والجمال. أنا في “الشعر” أكتبُ “المستحيل” الذي لن يتحقق. أما في الصحافة أكتبُ “الواقع” الذي أرجوه، وأؤمن كل الإيمان بإمكانية تحقيقه.
أيقونة المرأة المصرية “فاطمة ناعوت” في حوار ثري وعميق مع شبكة أخبار مصر الآن – Enn
– الكفاح من سمات الشجاعة التي يتحلي بها الكاتب – ماهي الصعوبات التي واجهتها ” أيقونة المرأة المصرية ” في مسيرة كفاحها الصحفي ؟
أشكرك على هذا اللقب الرفيع الذي أتمنى استحقاقه. وأما “الكفاح” من أجل تحقيق القيم الراقية واختصام الظلم والبغي والبُغض والعنصرية والتطرف والقمع وهلم جرا من الآفات المجتعمية، فأراه “فرضَ عين”، وليس “فرضَ كفاية” على “كل” إنسان في هذا العالم، وليس فقط على كل مثقف وكاتب وأديب وصحفي وإعلامي ومفكر.
– ما الرسالة الذهبية لكل صحفي وإعلامي مبتدئ ؟
نصيحتي الأولى لكل صحفي أن يُعلي من قيمة قلمه ويُغلّي سعرَه بحيث يستحيل شراؤه بأموال الدنيا.
“القلمُ” هو شرفُ الكاتب. فإن كان القلمُ عُرضةً للبيع والشراء، فهذا معناه أن شرف الكاتب له سعرٌ كذلك وأنه بهذا قيدُ المساومة والتسليع. نصيحتي الثانية أن يكون “الحقُّ” هو قِبلةَ الكاتب، ولا شيء سواه. أعلم أن إدراك الحق غايةٌ عصيةٌ، ولكن شرف السعي إليها هو الطريق النبيل الأوحد لكل كاتب وإعلامي. وهنا أعني ألا يهاب الكاتبُ أحدًا إلا “ضميره”
. فالضميرُ الحيُّ قاضٍ عدل لا يرحم، وهو صوت الله داخل أرواحنا. ونصيحتي الثالثة للكاتب والإعلامي أن يكون له صوته الخاص وألا يحاول تقليد أحد حتى لا يفقد فرادته وبصمته الخاصة.
أيقونة المرأة المصرية “فاطمة ناعوت” في حوار ثري وعميق مع شبكة أخبار مصر الأن – Enn
– ترجع حقيقة الكاتب في كتاباته إلي مراجع وأسس فكرية عملت علي تشكيل وجدانه وصياغة قلمه – ما أكثر المدارس الأدبية و الفلسفية التي تأثرت بها فاطمة ناعوت ؟
في هذا الشأن بوسعي أن أقول أن مرجعي الأساس هو “قانون ماعت” المصري القديم الذي من بينه: “لم أتسبب في دموع إنسان- كنتُ عينًا للأعمى- كنتُ ساقًا للكسيح- كنتُ يدًا للمشلول- كنتُ أبًا لليتيم- …. إلى آخر ال ٤٨ قانونًا ظهرت على هيئة اعترافات إيجابية وإنكارية للمتوفى في كتاب “الخروج إلى النهار”، الشهير بكتاب “الموتى”. وكذلك تعود مراجعي الفكرية إلى آبائي الروحيين مثل: “جلال الدين الرومي”، وبالطبع معلمه “شمس الدين التبريزي”، “محيي الدين بن عربي”، “الحلاج”، “السهروردي”، ثم “الوليد بن رشد”، وغيرهم كثيرين.
في النهاية ..
– “حوار مع صديقي المتطرف” أحد مؤلفاتك الفكرية – كيف ارتبطت هنا الصداقة بالتطرف ؟ و ما مدي رؤيتك الفلسفية والأدبية عن هذا العمل ؟
بالطبع عنوان هذا الكتاب يحمل من المجاز قدر ما يحمل متنُه من مناهضة للفكر المتطرف. فهذا الحوار افتراضي جدلي يقوم على فكرة الدياليكتيك الذي يصبو لخلق حال من المصارحة والحوار والمحاججة الفكرية من أجل الوصول إلى قيم: الحق – الخير- الجمال. هذا الكتاب يَخلُص إلى حقيقة حاسمة تقول إن لهذا الكون إلهًا واحدًا كلُّ إنسان يراه عبر زاوية نظره وخلال منظار عقيدته، ففيم الاقتتال والكراهية؟! هذا الكتاب يضع صوب القارئ حقيقة حقوقية ودستورية تقول إن المواطنة حقٌّ لكل مواطن دون النظر إلى عقيدته، وأما العقيدة فهي شأنٌ بين الإنسان وربه لا يجوز لأحد التدخل فيها.
وأودّ أن أضيف أن هذا الكتاب ستصدر عنه خلال أيام طبعة جديدة عن دار “مكتبة مدبولي” بعنوان “محاكمة القمح” وتقديم د. “حسام بدراوي”.
تحياتي .. سعدنا بلقاءٍِك الثري
شبكة أخبار مصر الآن – Enn
إعداد الكاتب / جوزيف سعد
..…………………………………….
” أيقونة المرأة المصرية”
الكاتبة الكبيرة والأديبة العظيمة
” فاطمة ناعوت”
سيرة النضال الصحفي من أجل تكريس حقوق المواطنة