قوة وصلابة الإنسان في أرشيف تجاربه وذكرياته

الأعتراف بالضعف يختلف عن التسليم به ، والاعتراف بالخطأ يختلف بالتبرير عنه

قوة وصلابة الإنسان في أرشيف تجاربه وذكرياته

القوة والصلابة الذاتية

 

جوزيف سعد

– التنزه داخل ذكريات ذاتك هو استرجاع لمواطن القوة 

 

– استعادة الخبرة من ذكريات التجارب هو نقطة الوصول في رحلة البحث عن نفسك 

 

– أنت أسد ينقصه زئير النفس 

 

القوة والصلابة الذاتية

 

روي أن شخصاً طلب من أحد صناع الوشم أن ينقش علي ساعده صورة أسد قوي الانياب ، كي يراه الآخرين فيخافونه ويهابونه من شجاعته ، فينال الاحترام من بين الناس ، وعندما أخذ صانع النقوش إبرة الوشم وأخذ ينقش الأسد بادئاً من الذيل ، أحس الشخص بألم وخز الإبرة، فطلب من الصانع التوقف عن نقش الذيل لانه مؤلم ، فأنتقل الصانع إلي رسم العين ، ومن جديد أحس الشخص بالألم مره آخري وطلب منه الانتقال إلي نقش جزء أخر من جسم الأسد ، فأنتقل إلي رسم الأذن ومن ثم البطن وكانت الاستجابة هي نفس الصراخ من ألم وخز الإبرة وطلب التوقف والانتقال إلي نقش جزء أخر من جسم الأسد .. وحين طالت حيرة ودهشة الصانع الواشم من ذلك الأمر ، رمي بالإبرة وتعنف إلي ذلك الشخص متعجباً قائلاً له.. مادمت لا تحتمل وخز الإبرة فكيف تدعي شجاعة الأسود 

القوة والصلابة الذاتية

 

حتماً في حياتنا مراحل ضعف نمر بها ، و اذا ضعفت يوماً واردت أن تتمتع بالقوة والصلابة والثبات والشجاعة فلا تتصف أو تتمثل بها بالظاهر أو التشبه بما يوحي بالصفات التي تريدها فلا يمكن أن تنقشها خارج محتوي نواة ذاتك الداخلية ، فإذا أردت إستعادة نفسك فلا تبحث عن خارجك بل داخلك من مخزون فكرك وأحتياطي تجارب عقلك من رصيد ذكرياتك وأرشيف تجاربك من الفشل والضعف والقوة، وعن نماذج المحاولة والخطأ التي قمت بها علي مر الزمان ،

استرجاع الذكريات من المحاولات والتجارب والحلو والمر ، الطفولة والصبا ، الاثارة والمغامرة ، الشباب والرجولة والأنوثة ، ذلك التقمص والنكوص عن مراحل عمرية بطريقة رشيدة  كنت فيها جيدا بنفسك، هو أسلوب توافق نفسي عن ذاتك التي تبحث عنها الأن ولم تجدها وسط اتربة الحياة ومسيرة قطار العمر أوالضغوط والصدمات 

قوة وصلابة الإنسان في أرشيف تجاربه وذكرياته

القوة والصلابة الذاتية

 

لا تستطيع أن تتحلي بصفة أو أسلوب خارج عن طبيعة ما في داخلك ، فإذا شعرت بالدونية أو النقص بسمة أو شئ فأبحث عنها في ارشيف تجاربك ومحاولاتك السابقة من الحياة،  ولا تدعي التحلي بها ، فذلك لان أصول داخلك تظهر امام الاخرين عن صفات خارجك التي تريدها،  نفسك من الداخل هي التي تتفاعل مع مؤثرات خارجك من البيئة والعلاقات والصفات والامنيات التي تريدها وايضا طموحك الذي تسعي إليه

فالشخص الذي كان  يريد وشم جسم الأسد علي ساعدة وصناعة صفة الشجاعة والتحلي بها خارجه ، لم يرجع ولم يستشهد إلي ارشيف ذكرياته وتجاربه من مواقف القوة والصلابة ، فالنفس والروح لها كمياء خاصة مع ذكريات وتجارب قائدها، فأنت تخاطبها بلغة سرية تناسبها ، فهي تتعلم منها وتتغذي بالسمات التي تريد غرسها أو استعادتها مره أخري من محتوي ذاكرة تجارب ومواقف فكرك

القوة والصلابة الذاتية

 

لكل صفة أو سمة تريد غرسها أو هدف تريد تحقيقه، له نموذج تاريخي موثق في ذكرياتك و في ارشيف تجاربك من الماضي ، فذلك محاولة ذاتية لك فيها شرف الاستعانة بتاريخك الذي لا أحد يشاركك فيه دون كشف الاوراق، فمن نفسك تصنع وتستعيد ذاتك

تأكد أن لكل إنسان علي كوكب الارض لديه شعور بالدونية ودرجة من الاحساس بالنقص في جانب من جوانب شخصيته، فأنت لست وحدك في ذلك الآمر،  فقط الأختلاف والفارق في التقدير والادراك والتحديد من جوانب النقص واحترافية التعامل والتفاعل مع جوانب القصور بالمعادلة الذاتية ، هي الفيصل في الحكم والقرار ، تأكد أنك ضعيف في جانب وقوي من آخر ، والفارق أنك تفكر في جانب الضعف فتظهره بخارجك ، ولا تبدي اهتمام لمواطن القوة لديك فتختفي من طباعك الشخصية والسلوكية 

قوة وصلابة الإنسان في أرشيف تجاربه وذكرياته

شريط ذكرياتك وارشيف تجاربك

 

استعادة الخبرة من ذكريات التجارب 

أنت تجد ما ينقصك في استخدام ما تملكه من شريط الذكريات وتجارب الفشل والنجاح ، وأفضل درس في مدرسة الحياة هو تاريخك من المحاولة والخطأ و في الاخفاق والوصول ومن مواقف التحدي التي مررت بها ، فأستعادة خبرات القوة من ذكريات التجارب هي نقطة الوصول في البحث عن نفسك 

تحلي بالمثابرة والتأني والبعد عن جلد الذات وتقبل ذاتك جيداً ، تلك قاعدة في حياتك ضعها داخل حجرات عقلك وصمامات قلبك ، فلا يستطيع الإنسان المواصلة إلا بتلك القناعة والقاعدة، والتحلي بالرضا والشكر والحمد هو طمأنينة الحياة، و شجاعة الأعتراف بالضعف هي بداية أعادة الثقة بالنفس وتعزيز الارادة، واعترافك بضعفك يختلف عن تسليمك له

 

القوة والصلابة الذاتية

 

الصلابة الذاتيةجلد الذاتجوزيف سعدذكرياتقوة