صلوات بلا رياء والقائم بها بلا ريب
صلوات بلا رياء و القائم بها بلا ربب ..
بقلم الكاتب / جوزيف سعد
لم أرى سلوك كمثل صلاة الفجر ، تعبير حقيقي عن حب الإنسان للخالق ، لم أرى تأمل عميق يصف هذا السلوك ، سوى أنه يفرح قلب الله قبل قلب الإنسان ، لا نستطيع تجسيد تلك الروحانية سوي أنها روح تفتح قلبها إلي من وهبها عند شق الضي ، ينبعث منها طاقة النور ، و يعجز القلم عن وصف تلك الصلوات الصادقة وعن النور الذي يملأ الارض ويزين السماء .
ماذا يعني؟ أن شخص يستيقظ باكر من أعماق النوم يرفع قلبه نحو السماء ، يبكر إلى الله يومه ببدء الصفاء والحسن ، أو يسير قدماً إلي المسجد في أشد نواة البرد متحدث إلى الله.
صلوات الفجر ، تلك الإيمان الحقيقي غير المزيف أو المزين ، صلوات الفجر ، تلك لغة القلوب التي تنادي أسمي صفات الإنسانية ، وهي حب الخالق .
أرى أن القائم بذلك السلوك أمام الله يكافئ ، فالذي يبكر يومه إلي الخالق ، يجده معه طال اليوم بأكمله ، فالصلاة باكراً هي سوى باقة زهور نحو السماء تهدي إلى الله .
لا رياء أو تمثيل في تلك الصلاة الروحانية ، لا توصف بأنها وظيفة ، القائم بها شخص يمتلك صفات جيدة في شخصيته ، وحب راسخ تجاه الخالق ، يملأ قلبه وافر المودة وفيض المشاعر .
صلوات بلا رياء والقائم بها بلا ريب
صلوات خفية علي الارض ، علانية في السماء ، تنير الارض ، تبهج السماء ، تزيل الهموم ، تزيح الخصوم ، إنسحاق الروح ، تهذيب الجسد ، فضائل ثمينة الجوهر داخل أعماق القلوب وكيان الأجساد .
تلاوة الصلوات ، عذوبة كلمات ، سهام حب إلي الرحمن ، بريق عيون لامعة مع أبتسامة جفون خافتة ، تسعد القلب و الشفتين، تطهر الفكر وتغسل الذنوب ، تعيد البناء النفسي والروحي ، تزيل ستار المعصية وتبعث الطمأنينة والاستقرار داخل الوجدان
صلوات تضع لك قدماً في جنة السماء ، رصيد حسنات يذهبن السيئات ، تقذف المعاصي الي بحر الغفران ، طريق الهدايا و الصراط المستقيم ، تكسح الشيطان الرجيم .
صلوات الفجر قدوة سلوك ، زرع جذور المحبة وخصن السلام ، طائر يغرد وسط السكون ، ينادي بحب الإنسانية مغزي الأديان ، حديث حقيقي مع الخالق الوهاب ، طهارة الاذن واللسان والعيون و سكينة الأفكار .
الصلاة حديث عن مرايا الروح ، لقاء مع الخالق ، ينتظر من عبادة تلاوات تهز اعتاب السماء من صدقها وعمقها الراسخ ، لا رياء في الحديث معه ، فاحص القلوب قارئ الأفكار .
“قوله تعالي” وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة وأركعوا مع الراكعين (صدق الله العظيم)
الله السميع البصير قريب لمن يدعوه بالحق والرحمة و المشيئة ، لا ينتظر من عباده إلا قلوب تهمس عرش السماء في إنسحاق وخشوع و سجود .
صلوات الفجر طاقة دافعة في بداية يومك ، حافز فعل البر والخير ، ستر وحفظ في أحداثه ، مشورة وحكمة في قراراته ، في يومك أستعين بالصبر والصلاة .
صلوات بلا رياء والقائم بها بلا ريب
صلاة السكون فجراً تختلف عن أي صلاة ، لها قدسية خاصة ، وتقدير عظيم ومكافأة مفرحة ، الشمس تشرق بنسيم التلاوات وتعطي دفئ لمن يبكر يومه إلي خالقها ، النجوم تسطع أنوار والقمر يلمع في سماؤه ، البحر لا يكشر عن أمواجه و يفيض بخيره عن تلاوة الكلمات .
الشكر داخل الصلاة طمأنينة الحياة، أجمل مافي تلاوات الفجر ، أنك في صباح جديد و تزال بخير ، تسبح ، تفصح ، تروي ما بي داخلك ، ترمم صلابة النفس و تطهر الجسد ، تسمو بالفكر والعقل لبداية شمس جديدة في يوم جديد من عمر وهبه الخالق لك ، أجعل يومك لا يخلو من التسبيح باكراً ، ومن وقت إلي أخر أجعل ذاتك تتحدث مع نفسها أمام خالقها .
إن كنت شيخ ، راهب ، رجل، أمرأة ، طفل ، الله لم يرى لمثل تلك الألقاب ، بقدر أن يرى أمامه أشخاص تبكر إليه بروح تفتح صمامات قلبها فجراً نحوه ، وإذا أقامت الصلاة بلا رياء ، أصبح القائم بها لاشك فيه .