«الأمل وخيوط الأكتئاب» الصراع العصري للنفس

السعادة تخلق الهدف وتحققه و وجودها تكمن في تحقيق الذات


«الأمل وخيوط الأكتئاب» الصراع العصري للنفس

 

الأمل وخيوط الأكتئاب

 

الأمل وخيوط الأكتئاب .. 

بقلم / جوزيف سعد

 

أغلب الضغوط النفسية هي صناعة ذاتية ، أنت لست صانع الظروف ولكن صانع تأثيرها ، وقبل التأمل والفحص مابين السطور عليك تتعهد ذاتك وتخاطبها القول بأن :-

« العمر المتبقي من حياتي سيصبح أفضل جزء في الحياة، وإذا شعرت بعض الوقت بحزن فهذا أمر طبيعي مني تجاه مجريات الحياة ، ولكن إذا شعرت بأن لاشئ جميل يسعدني ، فأنا هنا تحت وطأة خيوط الأكتئاب وعلي نفسي مقاومته » 

في بعض الأوقات قد يعيش الفرد على أن يتجدد الأمل أكثر من أنه يتحقق، وأحيانأ تجديد الأمل قد يصبح الطموح ذاته ، هناك أشخاص ينتظرون تحقيق أمالهم ، وهناك آخرون يرغبون أن ينتعش تجديد الأمل مرة أخري ، ليس في تحقيقه ولكن في تكوين الدوافع والأتجاهات نحوه  . 

حياة بلا حلم أو بدون رسالة هي حياة جوفاء يسودها خيوط الأكتئاب ، مادام أمامك حلم وهدف تأكد أنك سوي من الجانب النفسي و الأجتماعي، كل ماهو عليك أن تضع أحلامك موضع الأختبار ، في كيفية التصنيف والتفريق بين أحلام اليقظة وأحلام الواقع، لأن أحلام الخيال هي حالة من الأكتئاب والأحباط تعيشها دون أن تدري، فالبعض يتنفسون الحياة بخيالهم بعيداً عن قصص يعيشونها في واقع مر  . 

هل أحلامك تناسب قدراتك ومواهبك وطبيعة صلابتك النفسية والجسدية؟ ، وهل تتوافق مع ظروفك الأجتماعية المحيطة؟  أو أن أحلامك ترتبط بطبيعة حياة الآخرين من حولك ، حلمك هو خاص بك تسعى إليه دون أن تشعر الآخر ، تعمل في صمت وتتحمل في فرح وتسعى في الخفاء إليه ،أحياناََ أظهار مواهبك وقدراتك في الوسط الأجتماعي هي أداة لتحقيق أحلامك ، وأحياناََ أخفاؤها سر نجاح الوصول إلي هدفك ، فقط مجرد تقديرك الشخصي لتلك الأمر .

في مجال العمل أو الحرفية والمهنية في الوسط المجتمعي من حولك ، بداية تحقيق طموحك هي قناعة الآخرين بقدراتك ، وأنت في طريق النجاح يرتقي معك كثيرون ، وإذا أصبحت نجماََ لامعاََ ، فسوف تنطفئ إن لم ينير نور نجمك طريق الآخر ، وإذا نجحت تصبح أمل لكسر حواجز أكتئابية داخل حياة أشخاص مقربين من حولك ، فبث البهجة للمحيطين تنعكس وتنتقل إليك بفعل قانون الأزاحة الاجتماعية لتصبح قادراً علي كسر الحواجز النفسية .  

«الأمل وخيوط الأكتئاب» الصراع العصري للنفس

طبيعي أن يكون لديك مجموعة من المفاهيم والأفكار داخل عقلك، عليك أن تدرك تأثيرها عليك في الدافعية والطموح ، فقبل تحقيق أي هدف هناك خطوة تحطيم الأفكار والمشاعر السلبية التي تغزو عقلك وقلبك كخيوط العنكبوت، تحول وتمنع هدف الحياة أو تذوب أحلامك وأهدافك وتضعها موضع النسيان والسراب، حينما تفقد الدافع للهدف كن دائم السعي إلي تجديده مره أخرى «فتلك هي الحياة» وإذا فقدت مفهوم الطموح والأمل في حياتك تأكد أنك في منحني نفسي وكسل جسدي  ، وأستبدال الهدف بغيره هنا هو مفتاح لأمل جديد في حياتك وبداية الطريق إلي صلابة وطاقة نفسية فعالة ،  وتأكد أن محاولات الفشل السابقة هي أرشيف لك في نجاحاتك القادمة ، وأنتظر دائما بشغف نجاحاتك يتحدث عنها الآخرين  . 

مشاعرنا هي وليدة أفكارنا ، فأنت صنيعة أفكارك بما يستحوذ به عقلك ويشغل طيله وقتك ، قدرة الفرد علي القيادة النفسية في حياته تتوقف علي مدي مستويات القدرة والتحكم لمشاعره وأفكاره ، ومعاناة الضغوط التي نتعرض لها هو أسلوب حياة قد نعيشه وقرار سلوكي نتخذه ، كذكريات تزعجنا نستحضرها أو أشخاص مرهقة نتابعها أو أخبار تضايقنا ننصت إليها أو موضوعات نتحدث عنها تكدر صفونا ، أو نقارن أنفسنا بغيرنا فنحبط . 

من المستطاع أن تتغير حياتك إلي الأفضل بمجرد أن تتعلم كيف تتوقف عن التفكير في الأمور التي لن تستطيع تغييرها، فأقوي جيش ستواجهه هو فرق وكتائب الأفكار الملغمة التي تطرق علي باب عقلك ولكنك مسؤول عن التفاعل مع تلك الكتائب في تكوين الحالة النفسية لديك  . 

   « بذل الجهد دون صحة نفسية غير مثمر » 

نهج التفكير يحدد حالة الصحة النفسية وبمرور الوقت ستدرك أن الحزن والأكتئاب أو القلق لم يكن موجود في كيانك إلا بعد التحليل العميق للأشياء والأحداث من حولك ، حيث المرونة الفكرية جوهر الصحة النفسية في التخلص من الضغوط العميقة المختزنة في اللاوعي والتي بالتراكم تتحول إلي أزمة أخلاق في السلوك . 

التفاؤل بالحياة واليقين بأن القادم أفضل بطبيعة جمال الحياة، يزيد وقود جسدك وعقلك وروحك فأنت هنا بدون أضطراب يعوق نشاطك ، أفتح قلبك لأفكار سلسة وهادئة تجد الوجة الجميل من الحياة ، وضع قلبك الرقيق صديق لعقلك الراشد تجد راحتك، بذلك تستحوذ علي سلامك الداخلي الخالي من الضغوط صنيعة الذات  . 

عليك أن تدرك هناك سد أكتئابي منيع ، قد تكون في كل محاولة فاشلة قمت بها في أنتشال ذاتك من الهوة النفسية ، مسؤوليتك في تحطيمه قبل رجوع القيام بمهام الحياة ، وإذا تعثرت كثيراً في محاولات لأعادة توازن الهرمون النفسي ، عليك الأستعانة وطلب المشورة من أصحاب التخصص، كالأخصائي النفسي والأجتماعي أو إلي طبيب نفسي إذا أقر الأخصائي في ذلك ، وتأكد أن رجال الدين في تلك الأمر ليس إلا عامل مساعد ، فلا تتأخر كثيراً عن مساعدة ذاتك ، كي لا يتحول الصداع النفسي من عرض إلي مرض، فأنت خُلقت لتحقيق رسالتك في الحياة، فلا بديل عن الأستمرار .

«الأمل وخيوط الأكتئاب» الصراع العصري للنفس

الأمل وخيوط الأكتئاب

السعادة دافعية للطموح وتحقيق الأهداف ومصدر الطاقة للإنسان ومحفز الثقة بالنفس ، والسعادة لاتشترط بما نمتلكه من أشياء ، السعادة عملية عقلية وفلسفة فكرية نهج وأسلوب حياة يعيشه الفرد ويعمل على الحفاظ به طيله العمر ، فكلما كنت سعيداََ كلما كنت أكثر رغبة وإرادة في تحقيق أهدافك المنشودة. 

السعادة مفهوم معنوي غير ملموس لا يختلط بك الأمر في أرتباطها بالملذات ، هي في الحقيقة ترتبط بكل ماهو غير مادي أو تقترب بكل ما يحيط المشاعر  والعواطف الإنسانية ، وترتبط بالأخص بمستويات تقدير وتحقيق ذاتك  . 

 من حين إلي آخر تدرب علي الأسترخاء الذهني من مسوؤليات الحياة ، أطلق سجن روحك بأشباع ميولك وهواياتك ، تباه وأهتم بحسن تناسق مظهرك الخارجي، عش لنفسك أولاً من أجل أحباءك من حولك ، ولا تنهك جسدك كثيراً بذم روحك ، حيث جسدك هو آله تحقيق الأمل الذي تسعي اليه . 

مقدار الأنتاجية في جوانب حياتك متوقف على قدر تمتعك بالسعادة و الإفلات من أنياب الأكتئاب الذي أصبح موضة العصر في الأمراض ، و السعادة المنشودة التي نريدها هي صانعة الأبداع في خلق الهدف وتحقيقه كي تتواصل الحياة وتكتمل رسالتك الإنسانية التي عظمك بها الخالق  . 

الأكتئابالأملالاخصائي النفسي والاجتماعيالصحة النفسيةجوزيف سعدسعادةطبيب نفسي