النفس بين القيود والضوابط وفن الوصول إلى الراحة النفسية
المهارة الذاتية في تحويل قيودك إلي ضوابط .. من أهم قوانين الصحة النفسية
النفس بين القيود والضوابط وفن الوصول إلى الراحة النفسية
بقلم الكاتب / جوزيف سعد
وهنا يجب أن نبدأ بسؤال يدور بذهن جميع البشر هذة الأيام ، فى ظل نمط الحياة السريع والمليئ بالمعوقات وهو ..
– أين الاسترخاء وسط طبيعة حياة مليئة بالقيود والضغوط ؟
مابين القيود والضوابط خيط رفيع عليك بنفسك إدراكه في تحقيق الاستقلالية والتوازن النفسي الصحي، ومهارتك الذاتية في تحويل قيودك إلي ضوابط عامة في حياتك هو تخفيف وطأة الضغط النفسي والمسافة في الحياة وتحقيق توازن المعادلة الوجدانية بنفسك.
أغلب الضغوط النفسية هي صناعة ذاتية نتاج غياب الوعي والادراك بين فكرة القيد والظابط المتحكمة في الحالة الشعورية ونوعية السلوك وجودته وفعاليته
الادراك والتجويد الفلسفي في الفارق بين المثيرات التي تحيط بالإنسان كالقيد والضابط وتأثيرهما علي النفس والوجدان والسلوك أمر ضروري المعرفة والتفريق بينهما ، وذلك من خلال ادراك العقل بين الاتجاهين “القيدي والضابطي” في المفهوم والمعني داخل حجرات الوعي بالمخ، فذلك اللغط بين المفهومين بالغ التأثر و التأثير في الفرد وتفاعله مع بيئته ، من حيث الابداع في السلوك والصحة النفسية والذكاء والتوافق الاجتماعي وتحقيق المهام والانجاز والسلام الاجتماعي
سلوك الفرد وحالته الوجدانية تحت تأثير القيود يختلف عنه تحت تأثير الضوابط ، فمن القيود يُخلق الجمود في الفكر والسلوك لانه لا يتيح الفرصة للأبداع المنبثق المنشأ من الحرية دون القيد ، بينما الضابط لا يُخلق عنه الضغط المعنوي ولا يعرقل مسيرة الحرية، بل يخلق المسؤولية التي تولد التقدير بالذات والتي لا تخلو من أي سلوك إنساني واجتماعي بعيداً عن ضغوط القيود الفكرية وتأثيرها النفسي والسلوكي السلبي ، فالحرية الإنسانية هي مليئة بالمسؤولية والظوابط وخالية من القيود والجبر
النفس بين القيود والضوابط وفن الوصول إلى الراحة النفسية
عليك ان تختبر حياتك وتضع سلوكك موضع الاختبار النفسي لظواهر منشأ السلوك ، هل تحت تأثير فكرة قيدية أم فكرة ضابطة داخل عقلك؟ فالسلوك تحت قيد هو سلوك لازع ومُر المذاق إلي الوجدان وغير مثمر الانتاج والأبداع ومعرض صاحبه للاضطراب والشعور بالتأزم النفسي والتوتر ومنه إلي الاحباط بعد طيلة الوقت والعمر والمسافة في الحياة، ولم يصل بك إلي مراحل النضوج علي مستوي الأداء والإنتاج والتفاعلات ، وبالعكس تحت تأثير الضابط الذي يولد المسؤولية في تحقيق الهدف والانجاز والترابط الاجتماعي وأيضا المشاعر الايجابية المطلوبة للتعايش السلمي ، فالبلوغ إلي الحرية لايمكن أن تصل إليه بجسر من القيود الفكرية ولكن بجسر القواعد والضوابط والانضباط والتحرر الفكري من القيود
يفصل بين القيد والضابط خيط رفيع داخل العقل ويتم الخلط بينهما ، ولتحديد الفرق والإدراك وتأثيرهما علي الوجدان والحالة النفسية والسلوك ، نتشبه بمثل الصائم لشهر رمضان الكريم ، فالصائم تحت تأثير فكرة القيد والإجبار بالامتناع المشروط عن الطعام ، دائم التوتر والعصبية وضيق الروح بعكس القائم بالصيام عن فكرة الضابط الاخلاقي والسلوكي والروحي يتحلي سلوكه بالهدوء والاتزان علي الرغم من امتناعه عن تناول الطعام ، وهنا الفعل واحد وهو الصيام ولكن الفكرة مختلفة في اداء تنفيذ السلوك وتأثيره علي النفس والوجدان والحالة الأنفعالية للسلوك من منشأ الصيام تحت تأثير قيد أم ضابط..
أداء سلوكك في العمل أو المهنة التي تلتحق بها تحت الضوابط تولد لك “المسؤولية” التي تحقق لك تقدير الذات والنبوغ، فتحمل المسؤولية هي محل انظار وجذب الاخرين إليك بعيداً عن أدائك في العمل تحت القيود التي تولد لك التراخي والنفور والغضب في العمل وينتاب إليك حالة نفسية وضغوط سيئة داخل المحيط الاجتماعي و له تأثير بالغ في القدرة علي الانتاج والأنجاز المطلوب وعلاقتك مع الآخرين ، فكن دائم الارادة والحنكة والذكاء في تحويل قيودك في الحياة إلي ضوابط ، فالأمور سوف تختلف من الحالة النفسية والشعورية والسلوكية والاجتماعية بطريقة أفضل وبصورة أيسر
الحالة الوجدانية وأداء الفعل السلوكي يتحدد بفكرة القيد والضابط داخل العقل..
الاداء السلوكي للفرد تحت تأثير القيد ، دائم الغضب والنفور والتوتر والانسحاب من المواقف التي تبث إلي الوجدان عدم الراحة والاستقرار والضغط النفسي، فالصحة النفسية والتوافق النفسي والاجتماعي يتمتع به الفرد القائم علي رؤيته الضابطة وليست القيدية والجبرية، فمن القيود تُصنع الضغوط ومنها إلي الاضطراب أوالأمراض
النفس بين القيود والضوابط وفن الوصول إلى الراحة النفسية
ومن منظور اجتماعي .. لا حرية تحت تأثير قيد تراث موروث ثقافي ينتج عنه ضغط نفسي
الفارق في الثقافات والمجتمعات بين البلدان من مصدر تشريع قوانينها ومعارفها وعاداتها تحت تأثير فلسفة القيد من تأثير فلسفة الضوابط علي الفكر والسلوك والابداع والتقدم ، فالحرية هي الوجه المألوف للضوابط وليس للقيود في ادارة مجتمعات وثقافات الدول المبدعة ، وكثيرا من موروثاتنا الاجتماعية والثقافية هي نتاج القيود أو تداعياتها القيود ومنها إلي الضغوط والجمود الفكري والثقافي والتأخر والغياب عن الخريطة العالمية في النشاط البشري وتقدمه ، فبذل الجهد والنشاط دون راحة نفسية غير مثمر و غير بناء علي المستوي الاجتماعي والشخصي
كلما أبتعد الفرد عن فكرة القيد بالقيام بسلوكه تمتع أكثر بالاتزان الانفعالي والصحة النفسية ومنها إلي الحرية والابداع في السلوك.. وهنا يظهر الفارق بين شعوب مجتمعات البلدان المتقدمة من مجتمعات بلدان دول العالم الثالث..
الفارق السيكولوجي بين فرد وآخر في تناول المشكلات أو القيام بأي عمل ، يختلف في قولبة ومرجعية الفرد ذاته لتلك المثيرات والأحداث تحت تأثير القيد من تأثير الضابط ، فالاستجابة مختلفة و ردود الفعل متباينة وبالتالي الحالة النفسية و الشعورية ليست واحدة ، فعليك أن تضع حياتك موضع الضوابط ليس القيود ، فالحياة سوف تختلف تماماً أمامك، فمسؤوليات الحياة تنبع من الضابط وليس من القيد ، وإذا نبعت من القيود اصبحت المسؤوليات ضغوط نفسية ومعاناة حادة ، لذلك خبرتك المعرفية عن الشئ بين المفهومين تحدد حالتك النفسية و السلوكية، فعليك الوعي بالفارق بين القيود والضوابط وسط أحداث حياتك
عليك بناء معادلة حياتك من جديد ..
دورك أن تنقل قيود اللاوعي إلي ضوابط في الوعي ، وبهذا قد تصبح شخص آخر يستمتع بالحياة لا يعاني من أي كسر في الصلابة النفسية والبنية العقلية ، فأكساب نفسك المهارة الذاتية والفكرية في تحويل قيودك إلي ضوابط طبيعية في حياتك هو مغزي الصحة النفسية والأبتعاد عن القلق والتوتر و أعراض الأكتئاب، وشعورك بالطاقة والحيوية النابع من الضوابط المسؤولة لا من قيودك المربوطة .
التعليقات مغلقة.